دعاوى ينقصها الدليل

موضوع: دعاوى ينقصها الدليل 6/1/2012, 13:27

[size=25]وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ
أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم
بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن
يَشَاء وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا
يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا
جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا
قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ
أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن
الْعَالَمِينَ)[1].

دعوى البنوّة:

روي ان جماعة من أهل الكتاب جاءوا رسول الله (ص) وكلّموه فدعاهم إلى الله
سبحانه وحذرهم الفتنة فقالوا: ما تخوفنا يا محمد نحن والله أبناء الله
وأحباؤه كقول النصارى فأنزل الله هذه الآية المباركة، ان دعوى البنوة كما
أنها لم تثبت للنبيّين الكريمين العزير، والمسيح (عليهما السلام) فيما مرّ
من دروس سابقة فأنها لا تثبت من باب أولى لأتباعهما (وقالت اليهود والنصارى
نحن أبناء الله) ومن جهة أخرى ان عطف (واحباؤه) جاء عطفاً تفسيرياً على
كلمة (أبناء) فهم ليسوا ابناء حقيقيين لله سبحانه.

كذلك دعوى (أحباؤه) حتى إنْ جاءت بقصد التمييز والتشريف والكرامة لهم دون
سواهم هي الأخرى نقضها القرآن الكريم من خلال:

1- (فَلِمَ يعذبكم بذنوبكم) وقد حكت عنهم الآية 80 من سورة البقرة قوله
تعالى: (لن تمسّـنا النار إلا أياماً معدودة) فهم يعترفون بدخول النار فهل
يعقل ان الأب يرمي بأبنائه الى النار؟

2- (بل أنتم بشر ممن خلق) فالبشرية كلها معرضة للحساب يوم القيامة. وأهل
الكتاب جزء من البشرية المخلوقة (ممن خلق) لتنطبق عليهم قاعدة (يغفر لمن
يشاء) لمن تاب عن الكفر فضلاً منه سبحانه (ويعذب من يشاء) لمن يلزم الكفر
ولم يتب وذلك عدلاً منه سبحانه.

3- المالكية لله وحده (ولله ملك السماوات والارض وما بينهما) فأذا كانوا
ابناءه كما يدّعون فلابد ان يشاركوا في هذا الأرث، والله سبحانه يتجلى عن
ذلك وينحصر هذا الملك به سبحانه بدليل الآية نفسها.

4- (وإليه المصير) فهو المتصرف المطلق بخلقه إليه وحده مصائرهم ومرجعهم لا
يشاركه أحد في ذلك.

ومن دعاواهم ايضاً والتي لا تثبت كذلك أمام الدليل القرآني ما حكاهُ القرآن
الكريم عنهم بقوله: (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك
أمانيّهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)[2].

ماذا بعد المسيح (عليه السلام):

قُدّرت الفترة بين المسيح (ع) ونبينا محمد (ص) بستمائة سنة أو أقل بقليل
وقد عبّر القرآن الكريم عنها بـ (فترة من الرسل). وفتر الماء اذا انقطع،
وامرأة فاترة الطرف أي منقطعة عن حدّة النظر وقد عبر المفسرون عن الفترة
هذه بالانقطاع ما بين النبيّين. كما ورد عن النبي محمد (ص) قوله: (أنا أولى
الناس بابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبيّ).

وهذه الفترة عظم فيها الانحراف العقائدي فمال الناس للوثنية وعمّ الفساد
البلاد وظهر الطغيان والجهل في سائر العباد إلا قليلاً منهم، ولعلّ ذلك
يسهم في التهيئة لقدوم الرسالة الخاتمة وهو الاسلام الذي جاء به نبينا
العظيم محمد (ص).

لماذا جاء رسول الله (ص):

خطاب لأهل الكتاب (يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم) فالنبي محمد
(ص) جاء ليبين لهم ألا يدّعوا ولا يقولوا (ما جاءنا من بشير ولا نذير) فلا
عذر لهم وعليهم اتباعه واطاعته (فقد جاءكم بشير ونذير) فهو (ص) بشير
للمؤمنين ونذير للكافرين.

تذكير بالنعم:

الآية (20) من سورة المائدة تُعلِمُ رسول الله (ص) ان هؤلاء كانوا يتمادون
من قبل مع نبيهم موسى (ع) ولا يطيعونه لذا جاء تذكيرهم بالنعم ومن هذه
النعم:

- (جعل فيكم انبياء) فلم يمت نبي حتى يأتي نبي آخر.

- (وجعلكم ملوكاً) فقد ورد عن ابن عباس قوله: (كان الرجل من بني اسرائيل
اذا كان له الزوجة والخادم والدار سمي ملكاً).

وفي الحديث الشريف عن رسول الله (ص): (من أصبح منكم معافى في جسده، آمناً
في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
- (وآتاكم ما لم يؤتِ أحداً من العالمين) مثل المن والسلوى والإظلال
بالغمام وغير ذلك مما خصّهم به من خوارق العادات. وكل ذلك التذكير من أجل
ان يدخلوا الارض المقدسة وقد وعدهم الله بالنصر ان دخلوها لكنهم امتنعوا عن
الذهاب وعصوا وخالفوا أمر نبيهم (ع).
دروس
اجتماعية مستفادة:

1- هل يُدخل المحبوب محبّيه النار.

2- العدل الالهي لا يستثني طائفة من قاعدتي الثواب والعقاب.

3- (فترة من الرسل) ودورها في التهيئة للدين الخاتم.

4- تبيان الرسول (ص) هو مصادرة لمن يحتجّ بفقدان البشير والنذير.

5- إسداء النعم ابتلاء عظيم لا يدفعه إلا شكرها العملي.
_________________________________________
1- سورة المائدة: 18-20.

1- سورة البقرة: 111.

نسالكم الدعااااااااء

دعاوى ينقصها الدليل Cry_2

[/size]

موضوع: رد: دعاوى ينقصها الدليل 7/1/2012, 17:31

كلماتك وهمساات جميلهـ شقت طريقها نحو التميز

فسلمت أناملك وبورك بوح قلمك ونبض احساسك

وأهنئك وأهنئ ذاك القلم الذي تمتلكه

و اصل ابداعك فكلنا بأنتظار اشجانك

تقبلو أرق تحياتي مقرونة بالجوري

ودي ووردي

موضوع: رد: دعاوى ينقصها الدليل 11/1/2012, 12:22

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

الله
يعطيكـِ العافيه يارب

خالص مودتى لكـِ

وتقبلي ودي واحترامي