كثير من الرجال يعتبرون المرأة خادمة لهم، عليها أن تؤمر فتطيع، ولا حقَّ لها في أن تقول »لا«، وإذا قالت »لا« غضب عليها زوجها وأسمعها الكلمات الغلاظ الشِّداد، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعدَّاه إلى أن يركلها ضرباً وضرباً حتى تكون كالحيوان بل أقل مرتبة! هذا الظلم لم يقبل به الإسلام العظيم، وليس هذا الظلم لا كظلم الجاهليَّة الأولى.
الإمام الخامنئي (دام ظله) أشار إلى هذا الموضوع قائلاً:
»... يقول الرسول (ص): »المرأة ريحانة وليست قهرمانة«... فالقهرمانة لا تعني القوَّة والبطولة كما هي في اللغة الفارسية، بل إنه تعبير عربي مأخوذ من الفارسية، وبشكل موجز تعني الذي يباشر الأمور. أي لا تعتبروا المرأة هي التي تباشر أموركم في البيت، لا تظنُّوا أنَّكم رؤساء عليهنَّ، وأنَّكم قد سلَّمتم أعمال البيت والأطفال لعامل وهو المرأة.
كلا... الأمر ليس كذلك مطلقاً، إن التعامل الحقيقي والصحيح هو الذي يلاحظ طبيعة المرأة،... الإسلام كلَّف الرجل أن يحافظ على المرأة داخل الأسرة كالوردة: »المرأة ريحانة« وهذا الأمر لا يرتبط بالساحات السياسية والاجتماعية وتحصيل العلم والمواجهات الاجتماعية والسياسية المختلفة بل إنه مرتبط بداخل الأسرة، حيث »المرأة ريحانة وليست قهرمانة« نظرة النبي (ص) هذه تخطِّىء نظرة من يظن أن من واجب المرأة أن تكتفي بتقديم الخدمات داخل البيت.
فالمرأة برأيه وردة بحاجة لعناية، وبهذا المنظار يجب النظر إلى هذا الموجود ذو اللطافة الروحية والجسدية، هذا هو رأي الإسلام.
... ليس من حق أحد أن يظلم غيره أو يجبره على أمر ما أو يستخدمه. فبعض الرجال يطنُّون أن من واجب المرأة أن تؤدي كلَّ أعمالهم. نعم عندما يطغى الحب في المحيط الأسري بين الرجل والمرأة، فإن كلَّ واحد منهما يقدِّم الخدمات للآخر عن رغبة وشوق، لكن أداء أيَّة خدمة عن رغبة وشوق تختلف عن اعتبار المرأة كالخادمة لتخدم زوجها، فليس في الإسلام مثل ذلك