مصافحة اولى
عراق مابين الأزل والأبد
حَمّالُ همِكَ صنديدٌ وإنْ ثَـقُــــــلا
وإِنْ لَياليكَ دارتْ كأسُها عِـلــَـلا
مِدْرارُ ما شِئْتَ صَبراً مِن رُكامِ أَســىً
تَهميْ لِتُنمي جُذورَ العِزِّ كي تَغـِـلا
تَجّـرّعُ المُرَّ في دَربِ العُلا نَهِمــــاً
كي يَستحيلَ – لتاريخِ الورى-عَسَلا
وإنْ أطالَ عَليكَ الصُبحُ طَــلّـتَـــهُ
إخالهُ – يا سَنا أنوارِهِ- خَجـِـــلا
"عِشتار" روحُكَ حينَ الحَربِ تَمسَخُهُـم
وتُرهِفُ العِشقَ- حينَ السَلْمِ -والقُبلا
في غُرّةِ الأمسِ كُنْتُ الرَمزَ والأمَـــلا
وكُنتُ " تَموزَهُ " المِعطاءَ ما ابتهـلا
لكنَّما نَزَغَ الشيطانُ نَزغتـَــــهُ،
ويُكثرُ المَرءُ في استعداءِ ماجَهِــلا
في كُلِ يَومٍ بنادينا مُباهلـــــــةٌ
والنارُ تَأكلُ قُرباني،سَــــلِ الأُوَلا
أيهِ ابنَ أميَ والأيــامُ تَشهدُ لـــي
فتىً، ألوحُ - بوجهِ الشَمسِ- أو كَهِلا
لا لنْ تُحيـطَـنَّ عِلماً بي فتَحزِرُنــي
وليسَ من هُدهُدٍ يُنبيكَ إنْ سُـــئِلا
فلا تُخـيـفَـَننَّي الريحُ التي عَصَـفَتْ
ولا تُمارِ ، أذا ما كُنْتَ مُنخَــــذِلا
تُلقِي عَليّ أراجيفـاً ليَسكُنَنـــــي
خوفٌ تَموضَعَ في جَنبيكَ فانَشتَــلا
حتى تنامى الى حِـقْـدٍ يؤوب الـــى
مََقتي ، لِنَقْصِكَ بَينا كُنتُ مُكتمِـــلا
ومِثلُ يوسفَ ما دارتْ دَوائِرهُــــم
أنجو، وأشمَخُ في تأريخِهم بَطـــلا
فيستطيلُ لَهُم ظِلّي يُـفَـيّـِئُـهـُــم
والجُبُّ يَـكْتـُُمُ أسرارَ الذي دَخَــلا
ولا تَـظُـنَّنَ أَنَّ الوَهنَ دبَّ الــــى
عَضُدي، ولي مُتـّكا، قدْ جاسهُ الدُخلا
تصّطـَكُ منها َرَحَى الآفاتِ مِنسأتــي
هَبْ إَنّني مِتُّ ؟ أبقى شامِخاً جَــبَلا
نوح ٌ أنا،أضلُعي الواحُ جاريـــــةٍ
لَمْ يَثنِني ألفُ طُوفانٍ بما حَمَــــلا
و سَومرُ البدءِ، مِنْ صُلبي مسلَـتُهـا
دُنياكَ ديجورُها مما أفَضْتُ جَــــلا
ذي قارُ كَفّّـي،عَنِ الإيوانِ؟ سلْ قَدَمي
مُهري بألسُنِ خَيـلِ النارِ قدْ صَهَــلا
أنا عليُّ الذي الفقـــار فيصلُـــهُ
إنْ قالَ قولَهُ في الجُلمودِ لانجَــدَلا؟
أنا حسينُ الإبـا والصَبرُ ملءُ دمــي
إنّي سأُبكِيكَ يا دهري فَهئ مُقَـــلا
أنا العِراقُ يدورُ النَجمُ في فَلَـــكـي
أقدارُهُم بيميني ما أبتَغــوا حِــوَلا
يَسّاقطُ الكونُ أذ لا شيءَ يُسنِـــدُهُ
حتى خُلِقتُ بأمرِ اللهِ فأعتَـــــدَلا
**************************
سَيفِي جِياعي التي قَدْ كُنْتَ تَندُبُهــم
للمُعضِلاتِ وَحينَ البأسِ مابَخِــــلا
وبَعدَما زَلَزلَتْ نَصلِي زَلازلَهــــا
وساعِدي نالَ مِنْ أعدائِكُم جَـلَـــلا
خَشيتَ مِنْ سَطوةٍ ما كُنتَ تُنكِرُهــا
يَوماً، وأمسَيتَ مِنها خائِفاً وَجِــــلا
أحَطتَ زَورائىَ الجَذلى بِمُجْدِبَـــةٍ
فَصارَ جُرحي فُراتاً سائغاً خَضِــــلا
حتى جَمَعتَ ضِباعَ الأرضِ تنهَشُنـي
وكُنتَ بَغلتَهم للغَيِّ والجَمَــــــلا
وما اكتَفَيتَ ، فأرسَلتَ الجَرادَ الــى
زَرعِي ، فأكبَرتُهُ في حَلْقِهِم أَسَـــلا
وَكَمْ بَذرْتَ نِوى الطاعونِ في جَسدي
فَسالَ فَيضُ دَم ٍ،في القَلبِ فاغتَسَــلا
تَركتمُوني على نَهْرَيّ مُتكئـــــاً
نَخلاً وَهُمْ صَرصَرٌ ، ما أنْ يَميلَ عَـلا
لا لَنْ تَعودوا كَرقطاءٍ تُخاتِلُنــــي
كَي تَسرِقوا عُشبَتي ،أو تُفسِدوا عَمَـلا
عِشرونَ مِليونَ انكيدو نَواظِرُهـُـم
تَهفو الى الصُبحِ في صَحوٍ لِتنَتهِـــلا
عِشرونَ مِليونَ أُنثى ازّيـَنَـتْ زَمناً
تَرنُو لِعشقٍ شَفيفٍ يَزرَعُ الأمَــــلا
عِشرونَ مِليونَ طِفلٍ حـــالِمٍ بِغَدٍ
يَدعُو" لِكلكامش" النِبراسِ ، كي يَصِـلا
لِيُعليَ السورَ صرحاً مِنْ تَجارِبــهِ
"أوروك" فَابقَيّ مناراً ، جَدّدي الحُلَــلا