حتى ولو لم يكن ظاهراً وواضحاً، يشكّل الخجل في كثير من الأحيان عند أغلب النساء، واحد من الأسباب الرئيسة لبعض الإخفاقات والفرص الضائعة. ويتجلّى هذا الخجل عادةً في الخوف من عيون الآخرين؛
ويظهر ذلك في كل واحد منّا منذ الطفولة ولكن استمراره حتّى سن النضوج يمكن أن يضرّ تطوّر الذات والانفتاح الشخصي. فكيف يمكنك أن تحددي أهدافاً وأن تحاولي تحقيقها حين يأتي الخجل للنيل من كل مبادرة تسعين إليها؟
أكانت العقدة جسديّة أو نفسيّة، خوف من عدم المعرفة، أو شكّ في القدرات الذاتيّة، إنّ هذا الطابع في الشخصيّة يصعب التعايش معه، ويتطور في أغلب الأحيان ويعود ذلك إلى التركيز السلبي على إحدى التفاصيل السلوكيّة أو الجسديّة.
إليك بعض الحلول والخطوات التي يجب اتّباعها للتغلّب على عائق الخجل:
1. حدّدي العامل الأساسي الذي يشعرك بالخجل:
في البحث عن الحيثيات العميقة للشعور بالخجل، يمكن أن نتوصّل إلى حالة من الوضوح تشكل خطوة أولى نحو حل المشكلة. لذلك يجب أن تحدّدي ما يبدو لكي العقدة الأساسيّة. إسألي نفسك منذ متى أنت تنظرين إلى هذا الشيء بطريقة سلبية، وبطبيعة الحال، فكّري بالسبب الذي خلق هذه العقدة وعزّزها في عقلك.
ويؤكّد علماء النفس في هذا الإطار
أنّه غالباً ما يكون الخجول هو نفسه المسؤول الوحيد عن وضعه لأنه هو من غذّى عقدته مقنعاً نفسه بإنها الطابع الأكثر ظهوراً في شخصيّته. إذاً قولي لنفسك أنّه إذا كان العقل هو من بادر في الشعور بهذا الإستياء، فعلى العقل أن يكون قادراً أيضاً على التغلب عليه.
2. تعلّمي كيفيّة التعامل مع الأحداث غير المتوقّعة:
بعد أن تصبحي قادرة على التركيز على شيء آخر غير العقدة التي تشكّل عامل خوف وخجل، يجب أن تتعلّمي أن تسيطري على الأحداث غير المتوقعة وأن تتقبّلي حصولها كما هي. وهذا يعني أن لا تتعاملي مع تلك الأمور بنظرة سلبية وألاّ تشعري بالقلق إزاء الأحداث قبل وقوعها.
3. عزّزي اهتمامك بنفسك وبالآخرين:
عندما نبدي اهتماماً بما حولنا نشجع الآخرين على الإهتمام بشخصنا؛ وعن طريق التركيز في ما يقوله لنا الناس نجمع معلومات مفيدة تساعدنا على الإنخراط معهم مع فرض شخصيّتنا فى الوقت نفسه. فكسر حاجز الخجل هو أمر يأتي بالتدريب حيث أنّك في كل مرة تعيدين المحاولة ستخف مشاعر
التوتر والخوف من نفسك بحيث تغدين أكثر ثقة عند قيامك بالتكلم أمام الناس أو معهم.
4. اعتني بمظهرك:
من المهم أن نظهر الثقة بأنفسنا في عيون الآخرين، وهذا عنصر هام وأساسي للنجاح في التغلّب على الخجل. ولتحقيق ذلك، يجب عليك أن تهتمّي بشكلك وأن تحاولي إبراز الصورة الأفضل والأكثر إيجابيّة قدر المستطاع. والأهمّن كل ما سبق هو أن لا تقارني نفسك مع الآخرين في كل فرصة. فلتطوير ثقتك بنفسك ، لا بدّ من تعزيز نقاطك القويّة وإبرازها. وحاولي أن تفكري في الأمور بإيجابيّة، فلا تردّدي تلك العبارات التي تؤثر سلباً عليك وتزيدك إحباطاً مثل "أناسمينة وقبيحة ولا فائدة مني . . .".
في النهاية لا تعاقبي نفسك لأنك خجولة فالأمر ليس بيدك
ولكن بإمكانك دوماً السيطرة على هذه المشاعر لحد معين بحيث تملكين زمام الأمور فيتسيير شؤون حياتك. واعلمي أيضاً أن الخجل للفتاة صفة جميلة ومحببةإن لم تكن تشكل عائق يمنعها من التواصل مع المجتمع والتفاعل مع الآخرين.