الخلافات الزوجية أمر لا مفر منه، فالتفاعلات اليومية بين الزوجين لا بد أن تفرزها،أحيانا تكون تلك الخلافات علامة على صحة الزواج وحيويته وأحيانا أخرى تدق ناقوسالخطر محذرة من اقتراب كارثة عائلية قد تنتهي بانهيار الزواج تماما. ويمكن للزوجةالذكية أن تتحكم في إدارة الصراع لتجعله يدور في دائرة الحب والاحترام دون أن يفلتالزمام منها.
وكلما كانت الزوجة تتحلى بالذكاء العاطفي ـ الذي يعني الحس المرهفوالمهارة الاجتماعية والقدرة على ضبط النفس وتوجيه الانفعال والتعاطف مع الآخرين ـكلما أحرزت نجاحًا منبهرًا في العلاقة الزوجية بصفة خاصة وفي علاقتها الاجتماعيةعمومًا
الزوجة الذكية هي الزوجة المحبوبة التي تظل تحظى بارتباط زوجها بهاوحبه لها، وعدم قدرته على الاستغناء عنها، وهذا يرجع إلى ما تمثله في حياته منمساندة ودعم نفسي وعامل محفز للنجاح وصدر حنون عند الأزمات ويرجع أيضًا إلى ماتشيعه في حياة عائلتها من تفاؤل وأمل وطمأنينة، إنها الروح المرهفة التي يلجأ إليها الزوج عندما يحتج إلى التعاطف، ويلتف حولها الأبناء وتشكل دائمًا نقطة الارتكازومحور التوازن في الأسرة كلها.
كان موضوع الخلافات الزوجية، محل اهتمام د. جونجوتمان في معمل الأبحاث الذي يديره ـ وهو طبيب نفسي في جامعة واشنطن ـ حيث أجرى أهمبحث تفصيلي عن العوامل التي ستساعد على استمرار الارتباط العاطفي بين زوجين في زواجناجح، وأسباب انهيار وتفسخ الروابط بين الزوجين في الزيجات المهددة بالفشل، وسنعرضنتيجة أبحاثه التي اتسمت بالمثابرة والعمق .
1 ـ حسن الاستماع والشكوىالموضوعية:
يحتاج الرجال إلى أن يتعلموا حسن الاستماع لمشكلات الزوجات دون إظهارالضجر أو تسفيه الشكوى بل بمزيج من الاهتمام والود.
هذا الشعور الطيب يحل نصفالمشكلة, أما النساء فليتهن يبذلن جهدًا في عدم نقد الأزواج أو الهجوم علىشخصياتهم، بل عرض الشكوى بموضوعية للموقف الذي أثار مشاعرهن.
2 ـ عدمالتركيز على المسائل التي تثير العراك بين الزوجين:
مثل تربية الأطفال ومصروفالبيت والأعمال المنزلية، بل التركيز على نقاط الاتفاق والتوافق بينهما.
3 ـ تفادي الوصول إلى مرحلة الانفجار:
عندما تزداد حدةالمناقشة وقبل أن تصل إلى مرحلة التفجر العنيف، على الطرفين أن يبحثا عن وسيلةلإيقاف ذلك، وهذه النقطة بالذات تشكل أساسًا قويًا لنجاح الزواج، بل هي جوهر الذكاء العاطفي الذي يشترك الزوجان في رعايته، وذلك بالقدرة على تهدئة النفس وتهدئة الطرفالآخر بالتعاطف والإنصات الجيد، الأمر الذي يرجح حل الخلافات العائلية بفاعلية،وهذا ما يجعل الخلافات الصحيحة بين الزوجين معارك حسنة تسمح بازدهار العلاقةالزوجية وتتغلب على سلبيات الزواج التي إن تركها الطرفان تنمو على أن تهدم الزواجتمامًا.
4 ـ تنقية النفس من الأفكارالمسمومة :
تثير حالة انفلات الأعصاب الأفكار السلبية عن الطرف الآخر وبالتاليتساعد الطرف الغاضب على إصدار أحكام قاسية. لذا فإن إزالة الأفكار المسمومة منالنفس، تساعد عل معالجة هذه الأفكار بشكل مباشر، فالأفكار العاطفية السلبية التيتشبه القول أنا لا أستحق مثل هذه المعاملة تثير أحاسيس مدمرة تشعر الزوجة بأنهاضحية بريئة والتمسك بهذه الأفكار والشعور بالغضب وحرج الكرامة تعقدالأمور.
ويمكن للزوجة التحرر من قبضة هذه الأفكار المسمومة برصدها ـ بوعي وإدراكـ وعدم تصديقها وبذل مجهود متعمد يسترجع فيه العقل شواهد ومواقف وأحاسيس تشكك فيصحة هذه الأفكار المسمومة.
مثلا يمكن للزوجة أن توقف هذا التفكير في أثناءشعورها بسخونة اللحظة، فبدلاً من أن تقول لنفسها إنه لم يعد يهتم بي ـ إنه هكذادائما أناني ..إلخ. تتحدى هذه المشاعر وتتذكر عددا من مواقف زوجها التي تعنيالاهتمام الشديد بمشاعرها وحقوقها، فإذا فعلت ذلك سيتغير تفكيرها، ويقول لسان حالهاحسن، إنه يبدي اهتمامه بي أحيانًا، على الرغم مما فعله الآن من مضايقتي وعدم مراعاةشعوري، ولا يمكن أن أنسى ما يتحلى به من صفات كريمة أو أغفل أنه أبو أولادي، وهل لي أن أنكر حبه وحنانه ورعايته لأسرتنا وتعبه من أجلنا وهكذا تفتح الصيغة الأخيرةبتداعياتها الباب لإمكانية الوصول إلى حل إيجابي للمشكلة. أما الصيغة الأولى فتثيرالغضب والشعور بجرح المشاعر.
وأخيرًا:
فإن أساس الزواج الناجح هو الحبوالاحترام، والزوجة التي وهبها الله الفطنة والكياسة تتمتع بعلاقات إيجابية ثريةومشبعة، وتكون هي القلب الدافئ المشع في أسرتها, إنها إنسانة إيجابية تملك القدرةعلى التأثير والإقناع وتتسم بالهدوء والاتزان وتوحي بالثقة والطمأنينة اكثر منالرجل , فلذلك هي من يمسك العائلة باسنانها وهي من تهدمها.