أترككم مع القصة على لسان صاحبها كما نقلتها
حدثني من أثق به قال: كنت مدعواً إلى وليمة لأحد الأصحاب وتجاذبنا أطراف الأحاديث حتى حان موعد العشاء، فتناولنا طعام الوليمة وكلكم يعلم ما يحدث في الولائم من الإسراف والمباهاة بأنواع الأطعمة.
قال محدثي: وبعد العشاء بقي صنف من الطعام بأكمله لم يمسه أحد!، فاحتاروا أين يذهبون به.. فقلت: أنا آخذه.
فلما انتهينا ودعت صاحب الوليمة وذهبت إلى أحد الأحياء الفقيرة، وفي وسط هذا الحي استوقفت أحد المارة قائلاً له: لو سمحت أين أجد أهل بيت محتاجين؟!.
قال: كل من حولك بأمس الحاجة، فطرقت أحد هذه البيوت ففتحت لي امرأة محتشمة بحجابها ومن خلفها ابنتها الصغيرة، فناولتها الصحن فشكرتني ودعت لي وأغلقت الباب.
وقبل أن أنصرف سمعت صوت البنت الصغيرة من خلف الباب تصيح بأعلى صوتها وكأنها رأت شيئاً عظيماً "لحم"!!!!!
يقول محدثي: فهزت في مشاعر كانت باردة من قبل، فسقطت دمعة من عيني مسحتها ورحت أجر أذيالي وأنا أتقطع من الألم، داعياً لأهل هذا البيت ولغيره أن يرحمهم الله وأن يلطف بهم وأن لا يؤاخذنا الله بتقصيرنا تجاههم.
ومضة الكاتب : يا من تنامون على السرر والنمارق الوثيرة وتأكلون ألذ الأطعمة وتركبون المراكب الفارهة هناك إخوان لكم لا يجدون نصف ما وجدتم، فماذا قدمنا لهم ؟ !
لكم أرق وأعذب الأمنيات السعيدة