كآنت دآئمـاً مسآءآتي معهآ ..ممُيزه ..صآفيـه ولهآ نكهتهآ الخآصه !
كُنت أحبُ ..كل شيء فيهآ وحتى تفآصيلهآ الصغيره تجآعيد وجههآ لمسآت يديهآ
النآعمتيـن ..وحتى طريقة تسريحهآ لشعرهآ الأبيض ..رُغم كِبَر سنهآ
إلآ أنهـآ لآزآلت تعتني بشعرهآ ببشرتهآ ..وكأن لم تمر عليهـآ أيآم ٌ عصيبه !
لـم أتخيل يوماً أو يخطُر على بآلي ..بإن دفء الكـون ..ومنبع الحنآن والتضحيه
سيختفي ويتبخـر يومـاً مـآ ..أعلمُ أن المـوت مصير كُل حي والفنآء لآبُد منه
ولكنني كنت أبعد هذه الأفكآر عن مُخيلتي ..لإنني بمجرد التفكير بإنهآ ستغآدرنآ يوماً
ترتجـف أوصآلي ..ويقشعر بدنـي ..!! مرضهآ الشديد يُتعبهآ كثيراً وحتى أنهآ لآتقوى على الحـركه إلآ بجهآز يحتوي على أنبوب للتتنفس الأكسجيـن ! رُغم ألمهآ وأحزآن لآزآلت لآتبرح ذآكرتهآ ..إلآ أنها كآنت دآئماً مبتسمه بشوشَه وكلآمهآ
كالبلسـم تبرى منه آلجـروح ..
دآئمـاً كنت أحب الجلـوس الى جآنبهآ .. حينمآ تأمرني بإطفآء ضوء غرفتها
والإنصـرآف وأن آتي بالمُسجل وأن أشغل إذآعة القرآن .. أرقبهآ من بآب الغرفه حتى لآ تراني أرقبهآ تمسك مسبحتهآ العتيقه ..وحينمآ تستمتع بسمآع القرآن
يآهـ ..كم كآنت هذه الأجوآء تروق لها ..!!
كُل أشيآءهآ الصغيـره تُذكرني بهآ ..تلفآزهآ الصغير ..عُلبة ادويتهآ ..غطآء شعرهآ
وسجآدة الصـلآة ..مكآن نومـهآ وراحتهـا ..فِعلاً كآنت ..شيء ممُيز ولآيُمكن
العثـور عليـه من بيـن ملآييـن الأشخـآص !!
كـآن يوماً ..وآضحاً عليه الحُزن والكآبة ..أخبرتني أمي بإنهآ بالمشفى وحآلتهآ حرجه وقد أخرجوهآ منـه ..أعرف جدتي تكره المستشفيآت وتؤمن أن الله هو الشآفي وليس الأطبـآء ولآ أجهزتهم ..
في سآعة من الظهـر ..عندمآ عُدت من دوآمي المسآئي خلدت إلى النـوم لشدة تعبي ..لآأعلـم عندمآ وضعت رأسي أحسست بشعور لآيُمكن وصفه وكأنني أشعر أن شيئاً مـآ سيحصـل !!
فزعـت من نومي العميـق على صرخـة أمـي ..توجهـت مُسرعه إلى غرفتهآ
لأجدهآ وقد وصلهآ خبر بموت جدتي ..غرق وجههآ بالدمـوع وهي تصرخ ..لآ لآ لآيُمكن !! إلى الآن لم يخبرني أحد من توفي ولكن شعرتُ بأنهآ جدتي فبكيت بصمت
وفآجعـه أجتآحتني ..فكُنت لم أصدق مآذا يجري ..وأشعر بإنه حُلم لآحقيـقه !!
غآبت أمي عن المنـزل لعدة أيآم لتوآسي وآلدتهآ ..هي جدة أمي ..ولكنهآ غآليـة علي أكثر من أي شخصٍ بالعـآلـم ..!!
جدتي الحبيبـه ..مآزآلت شرفة المنـزل تبكي على فرآقكِ ..كم أشتقت وانا أتأملكِ وأنتِ ترتشفيـن كوب النسكآفيِه ..وأحنُ لمشآهدة الأفلآم العربيـة معكِ وأتذكر كم كآن قلبُك رهيفاً رقيقاً ..أتذكر صُرآخكِ حينمآ ترين صوت المسدسآت ب الأفلآم وكم كُنت أضحـك معكِ ومضـت تلـك الأيآم ..وأصبحـت ذِكـرى من آلمآضي الجميــل !! عندمآ رأيت خآتمكِ الذي لم تفكري بإزآلته وقد رأيتُ إبنتكِ وهي تحتضنه ..وتشمه وكأن رآئحتكِ قد علقت بِه ..وكآن معه محفظه لآ أعلم من أين أتيتِ بهـآ ..ولكني خطفتهآ لكي أتذكركِ حينمآ عُدتُ إلى المنـزل فتحتهآ
أَقسـم بإنني شممت رآئحكِ فيهـآ ..وكم فرحتُ كثيراً ومآزلت أحتفظ بهآ
وكُلمـآ ضآقت بي الدنيـآ ..أهرع إلى محفظتكِ وأشتمهآ وأبكي بحرآره !
رحمكِ الله وأسكنكِ فسيـح جنآته ..وجمعني وإيآكِ في جنآت النعيـم !!
/