طرق تحديد اتجاه القبلة
كان المسلمون في العهد الإسلامي الأول يتجهون في صلاتهم إلى بيت المقدس فأوحى الله تعالى إلى نبيه وهو في مسجد ذي القبلتين إن يتجه في صلاته إلى المسجد الحرام (قد نرى تقلُب وجهك في السماء فلنُولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثُ ما كُنتم فولوا وجوهكم شطرهُ) .
التوجه إلى القبلة في الأحكام الإسلامية تارة يكون واجباً وأخرى مستحباً، فعلى سبيل المثال يراعى الاستقبال في الصلاة، وعند توجيه المحتضر إلى القبلة وعند ذبح الحيوانات والنوم وغير ذلك وكما يلاحظ في الآية المتقدمة معنى التوجه إلى القبلة والانحراف إلى جهتها ، ولأن الأرض كروية الشكل لابد من اعتبار أقل مسافة تكون على سطح كروي، فمثلا جهة القبلة في أمريكا وكندا على الخارطة المسطحة ستكون إلى الجنوب الشرقي ،
في حين إذا أخذنا الشكل الكروي للأرض بنظر الاعتبار أصبحت الجهة الصحيحة هي الشمال الشرقي ،
ورياضيا إذا أردنا تحديد جهة القبلة في مكان ما ، لابد من تحديد الدائرة العملاقة التي توصل بين الكعبة وذلك المكان لنحدد من بعدها الزوايا التي بين هذه الدائرة والجهات الجغرافية وهذا ما يقوم به البرنامج الفلكي الإسلامي بكل دقة، وبعد تحديد الجهات الجغرافية للمحل الذي نحن فيه ننحرف عنه بمقدار زاوية القبلة، وأسهل طرق للحصول على الجهات الجغرافية هو الاستعانة بالبوصلة، والجدير بالذكر هنا هو أن البوصلة تدلنا على الشمال والجنوب المغناطيسيين وهذان يختلفان بعض الشيء عن الشمال والجنوب الجغرافيين ، وهذا الاختلاف بينهما يدعى بالانحراف المغناطيسي ، وعلى هذا تختلف زاوية القبلة المغناطيسية عن زاوية القبلة الجغرافية كِلا هاتين الزاويتين تم حسابها في البرنامج الفلكي الإسلامي .
الطريقة الأخرى لتحديد جهة القبلة هي اعتماد سمت الشمس والقمر ، فكما نعلم أن الشمس والقمر يشقان طريقهما في مسير خاص من المشرق إلى المغرب في كل يوم فإذا استطعنا تحديد موقع الشمس والقمر، أمكننا حساب درجة انحراف القبلة عن سمتيهما ومن ناحية أخرى هناك أوقات معينة تكون الشمس أوالقمر فيها باتجاه القبلة بالضبط ، وهذا الوقت يمكن استخراجه أيضا ، حيث سميناه بالبرنامج (القمر باتجاه القبلة) و(الشمس باتجاه القبلة).
ابسط الطرق لتعيين جهة القبلة
ان معرفة القبلة من الأمور الهامة والضرورية في المجتمع الإسلامي حيث يتوقف على معرفتها الكثير من العبادات، وقد يستعمل لمعرفتها المحاسبات الرياضية أو استعمال البوصلة أو أمور أخرى ولكن ابسط هذه ا لطرق أكثرها سهولة من دون شك ولا شبهة الاستفادة من ظل الشاخص لحظة الزوال (الظهر الشرعي) في الساعة 12 و 18 دقيقة لمدينة مكة المكرمة يومي 29 آيار (مايو) وكذلك في 16 تموز (يوليو) من كل عام. حيث تكون الشمس عمودية على مكة المكرمة وينعدم ظل الشاخص فيها آنذاك .