منذ زمن بعيد في بلاد بعيدة عاش شابان ..
كانا مثل كثير من الشباب اللذين نعرفهم الان
كان الاخوان محبوبين إلا أنهما غير مطيعين ؛
لوجود نزعة متمردة بداخلهما ،
واصبح سلوكهما سيئاً بالفعل ، عندما شرعا في سرقة الاغنام من جيرانهم الفلاحين ..
وهو جرم كبير في المناطق الريفية ، في زمن بعيد وارض بعيدة ، وفي يوم من الايام قبض الفلاحون على اللصين ..
وحدد الفلاحون مصيرهما :فسوف يوشم الاخوان على جبينيهما بالحرفين (س) و (خ) اللذين يرمزان الى :
(( سارق الخراف )) ..
وسوف ترافقهم هذه العلامة طوال حياتهم .
أحد الأخوين شعر بخِزي شديد بسبب هذه العلامة ، لدرجة انه رحل ولم يعرف أحد عنه شيئا بعد ذلك ..
أما الأخ الثاني
فقد ندم أشد الندم وقرر ان يصلح خطأه نحو الفلاحين الذين أساء اليهم ..
في البداية تشكك الفلاحون وابتعدوا عنه ، ولكن هذا الأخ كان مصراً على إصلاح أخطائه ..
فحينما كان يمرض أي شخص ، كان سارق الخراف يأتي إليه ليساعده ببعض الحساء
والكلمات الحانية ، عندما يوجد من يحتاج الى مساعدة في عمل ما …
كان سارق الخراف يمد له يد المساعدة ، ولم يكن يفرق بين غني وفقير ..
فقد كان يساعدهم جميعاً ، ولم يكن يقبل أجراً على أعماله الخيرية ، فلقد عاش حياته للآخرين
وبعد سنوات عدة مر مسافر بالقرية ، وجلس في مقهى على الطريق ليتناول غداءه ..
فرأى رجلا عجوزا ًموشوماً بوشم عجيب على جبينه ..
وكان العجوز يجلس بالقرب منه ..
ولاحظ الغريب أن كل من يمر بهذا الرجل من أهل القرية .. يقف ويتحدث معه ، أو يقدم احترامه ..
وكان الأطفال يتوقفون ليحتضنوه او ليحتضنهم هو بدفء
:فأصاب الغريب الفضول ، وسأل صاحب المقهى
(( إلامَ يرمز هذا الوشم العجيب ، الموجود على جبهه هذا الرجل العجوز ))
فأجابه صاحب المقهى :
(( لا اعرف ، فلقد حدث هذا منذ زمن بعيد ))
ثم صمت برهه ليفكر ، ثم استأنف قائلاً :
(( ( ولكنني اظن انها ترمز لــ ( ساعٍ في الخير ))
:: :: ::
ربما نعمل اخطاء في الماضي ..
أو حماقات ..
ولكن هذا لا يعني أبدا بأننا سنبقى كذلك في المستقبل ..
فالماضي شئ والمستقبل شئ آخر
وكذلك على من حولنا تفادي ذلك الخطا والنسيان لأن كل شيء يتغيير
بتغيير التفكير والإتجاه نحو الصواب