تواصل الأحزاب التونسية سباقها مع الزمن في عملية «استقطاب» الشارع، استباقاً لاستحقاق انتخابات المجلس التأسيسي المزمعة الأحد المقبل، وبينما رأى بعضها الخطوة بأنها تشكل «امتحاناً حقيقياً» لقدرة التونسيين على تجاوز مرحلة الديكتاتورية، اعتبر فريق آخر، أنه قادر على تحمل المسؤولية في الفترة الراهنة.
ويشدد زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي أحمد نجيب الشابي أن حزبه يقبل اختيار الشعب التونسي، لافتاً إلى أن النتائج إذا جاءت في غير صالحه، ستحمل مسؤوليته كقوة معارضة حفاظا على الديمقراطية.
ويقول الشابي، الذي يعد حزبه أقوى المنافسين لحزب النهضة الإسلامي، خلال لقاء ضم عدداً من المثقفين ورجال الأعمال التونسيين إن حزبه على ثقة من اختيارات التونسيين، لافتاً إلى أن حزبه سيشكل «قوة معارضة» حفاظاً على الديمقراطية.
ويعلن الشابي عن تطلع حزبه إلى إقامة تحالف ديمقراطي يحقق الأغلبية عقب الانتخابات مع كل من «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» بقيادة مصطفى بن جعفر، و«القطب الديمقراطي الحداثي» بقيادة احمد ابراهيم، وحزب «آفاق تونس» بزعامة ياسين ابراهيم، و«حزب العمل التونسي» بقيادة عبدالجليل البدوي، معتبراً أن حزبه «جاهز اليوم لحكم تونس».
مصادر التمويل
إلى ذلك، يجدد الشابي «نزاهة مصادر تمويل حزبه». ويضيف إنها تأتي من «مساهمات رجال ونساء الأعمال التونسيين من بناة تونس الحديثة»، على حد قوله، مشيرا إلى أن «تقديرات مصاريف مقرات الحزب في كامل أنحاء البلاد والتي تبلغ 290 مقرّاً، تصل إلى 900 ألف دينار تونسي سنوياً».
من جهتها، تؤكد الأمين العامة للحزب مية الجريبي، أن حزبها «يؤمن بحق المساواة بين المرأة والرجل». وقالت: «لم أشعر يوماً أنني مجرد ديكور».
وتندد الجريبي «بكل محاولات الشحن العقائدي التي تستعملها بعض الأطراف في حملاتها الدعائية»، معربة عن يقينها بأن الشعب التونسي «سيصوت للوسطية والاعتدال».
امتحان حقيقي
من جانبه، يرى رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي أن الشعب التونسي سيجتاز يوم 23 الجاري ما سماه «امتحاناً حقيقياً»، متوقعاً أنه «سينجح فيه بامتياز»، ويقطع من خلاله عهده مع الدكتاتورية والاستبداد. ويشدد على أن حزبه «بقي وفياً لمبادئه، وثابتاً على موقفه، يناضل كما كان دوماً من أجل مقاومة الظلم والفساد».
إلى ذلك، يحذر المرزوقي من المحاولات الرامية الى الالتفاف على الثورة وتزوير الانتخابات، مبيناً ان حزبه «لن يسمح بذلك، ولن يقبل بمواصلة عمل الحكومة الحالية ولا برئيسها الباجي قايد السبسي»، داعياً الى تكوين «حكومة وحدة وطنية تتولى مباشرة إجراء الإصلاحات الجوهرية اللازمة والقيام بالمحاسبة.
فسيفسائية
اعتبر رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوقي أن تركيبة المجلس الوطني التأسيسي إن كانت «فسيفسائية» ستؤدي بالبلاد إلى «الشلل التام في وقت لم تعد فيه قادرة على مزيد التحمل».
ودعا المرزوقي إلى «انتخاب الأحزاب الكبيرة لضمان تحقيق الوفاق بينها». وأوضح أن تونس تعيش «تحدياً تاريخياً» يتمثل في إعادة تأسيس الدولة والمجتمع، مشدداً على ضرورة استرجاع المعنى الحقيقي للديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والكرامة التي ضحى من أجلها الشهداء بأرواحهم الزكية