يسعى حزب النهضة الذي يتوقع أن يحقق أفضل النتائج في انتخابات المجلس التأسيسي إلى طمأنة التونسيين، بتأكيده قربه من النموذج التركي ودعوته الى الحكم عليه حسب أفعاله.
وترى المؤرخة علية العلاني ان «النهضة يظل مرشحاً للفوز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، وإن آثار عنف المتطرفين مخاوف وارتياباً». وكانت استطلاعات أجريت في سبتمبر الماضي توقعت فوز النهضة بما بين 20 و30 في المئة من الأصوات.
من جهته، يرى عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة علي العريض أن حزبه «منذ اربعين عاما يناضل من اجل الحرية والعدالة، تم رمينا في السجون وشردنا الى المنافي ولدينا سمعتنا». وسعى زعيم الحركة راشد الغنوشي حين عاد في نهاية يناير الماضي الى تونس بعد عشرين عاما من المنفي في بريطانيا، إلى الطمأنة، واليوم يؤكد الغنوشي الذي كان يلقي خطبا نارية في سبعينات القرن الماضي، انه يقود «حزباً اسلامياً وديمقراطياً قريباً من حزب العدالة والتنمية التركي».
ويرى الغنوشي «لا نريد فرض الشريعة الاسلامية، ولن نمس قوانين المرأة التونسية التقدمية». ويعتبر ان «حزب النهضة هو الأكبر في البلاد»، مؤكدا أنه «له مكانه في تونس الجديدة، ويعد بتشكيل حكومة ائتلاف»، حتى وإن فاز بشكل عريض في انتخابات المجلس التأسيسي.
وبعد الاطاحة بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، اعاد انصار النهضة تنظيم صفوفهم، وكثفوا اجتماعاتهم، وفتحوا مقار في كل مكان، وتقدموا بلوائح انتخابية في كافة الدوائر في البلاد.
من جانبها، ترى المتخصصة في الشؤون الاسلامية آمال غرامي ان النهضة «لا تملك مشروعا مجتمعيا حقيقيا»، لكنها تجذب «شبابا يشعر بالحنين الى صورة ابوية لبورقيبة، وتم شحنه على مدى سنوات من قنوات خارجية أعدت الأرضية للخطاب الديني»، على حد قولها