لم يستطع الهدوء الحذر الذي ساد ساعات الصباح الباكر في العاصمة اليمنية صنعاء من الصمود حتى الضحى، إذ انفتحت النيران على تظاهرة مناوئة للرئيس علي عبدالله صالح اقتربت من القصر الجمهوري، ما تسبّب في مقتل سبعة متظاهرين فضلاً عن إصابة 80 آخرين، قبل ساعات من الموعد المنتظر لإقرار مجلس الامن الدولي قراراً يفترض أن يُلزم الرئيس بنقل السلطة الى نائبه.. وقابل شباب الثورة هذه الهجمات بالتعهد بالتصعيد.

وكان القتلى والمصابون قد تعرضوا لاطلاق رصاص من مسلحين بلباس مدني اعترضوا تظاهرة حاشدة في منطقة القاع بالقرب من امانة العاصمة القريب من القصر الجمهوري.

ووفق ما ذكر ناشطون وشهود عيان ومصادر طبية لـ «البيان»، وصل المستشفى الميداني في ساحة التغيير بصنعاء سبعة متظاهرين وقد فارقوا الحياة جراء إصابتهم بالرصاص الحي كما نقل نحو 50 آخرين الى المستشفى ونحو 30 إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا لتلقي العلاج جراء اصابتهم بالرصاص، فضلاً عن حالات اختناق بالغازات المسيلة للدموع.

وقال قادة التظاهرة ان بلاطجة يتبعون نظام الحكم كانوا يتمركزون في الحديقة المقابلة لمبنى امانة العاصمة، تساندهم قوات من الأمن المركزي التي يقودها ابن اخ الرئيس اليمني، اعترضوا التظاهرة التي مرت في شارع الزراعة ووصلت القاع بهدف حض مجلس الامن الدولي على اتخاذ قرار حاسم بشأن الوضع في اليمن، وإجبار الرئيس صالح على نقل السلطة الى نائبه، حيث اطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين فقتلوا اربعة منهم عل الفور في حين توفي ثلاثة عند نقلهم الى المستشفى.

وأضافت المصادر أن عشرات الإصابات وقعت نتيجة الاعتداء على المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل الغازية، حيث حاصر البلاطجة وقوات الامن المتظاهرين لأكثر من ساعتين، فلم يسمح لهم بالمرور او العودة الى ساحة الاعتصام قبل ان يتمكن هؤلاء من العبور باتجاه شارع التوفيق والعودة الى الساحة عبر شارع الزراعة الذي تسيطر عليه قوات اللواء علي محسن الاحمر المنشقة عن نظام الحكم. وردد المتظاهرون شعارات مطالبة بالتصعيد والحسم الثوري. ومن هذه الشعارات: «يا شباب تصعيد تصعيد الحسم الثوري اكيد»، و«علّي الصوت علي الصوت نحنا شباب ما نهاب الموت» و«الموت ولا علي صالح».



خطف مصابين

إلى ذلك، أفاد القيادي في المجلس الوطني للثورة الشعبية السلمية صخر الوجيه بخطف القوات الحكومية جرحى، موضحاً أن «هناك اربع نساء اختطفن في حي القاع من قبل قوات الامن». وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة الاعلامية لـ «شباب الثورة» هاشم الابارة ان الشباب سيصعدون تحركهم عبر التوجه الى شوارع حساسة تسيطر عليها القوات الموالية.

وقال: «سنستمر في التصعيد الثوري بالذهاب الى الشوارع دون خطوط حمراء.. من حقنا ما دمنا سلميين ان نخرج الى اي شارع يحلو لنا في العاصمة صنعاء ولا يوجد امامنا هذا شارع ممنوع وهذا شارع مسموح». واضاف الإبارة: «نحن نعول على مجلس الامن الدولي ليتخذ قرارا إيجابيا قويا ضد مجرمي الحرب في اليمن لأن شباب اليمن يقتل في صنعاء وتعز وعدن وابين وارحب ولا يوجد امامنا نحن كشباب ثورة الا التصعيد السلمي وهذا ما يفزع النظام».

وسارت تظاهرة ثانية في صنعاء وذلك على امتداد شارع تونس شرق ساحة التغيير، في ظل تدابير امنية مشددة قام بها اللواء الرابع في الجيش، ولم يتم اعتراضها بعد ان غيرت مسارها. وكان المحتجون خرجوا في مسيرتين إحداها ذهبت باتجاه القاع ومرت بشارع التوفيق والعودة من شارع العرشي وحتى الزراعة، والثانية باتجاه شعوب وجولة الصياح والعودة إلى الساحة. وقد مرت التظاهرة الثانية بدون اعتراض من قبل قوات الشرطة العسكرية، والتي أقامت سياجا أمنيا حول المتظاهرين الذين أهدوا افرادها الورود كتعبير عن سلميتهم ورفضهم للعنف.



قصف متجدد في تعز

وفي مدينة تعز التي تشهد اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية والمسلحين الذين تعهدوا بحماية المطالبين برحيل النظام. قال سكان ان القوات جددت قصف الاحياء الشرقية للمدينة منذ الساعات الاولى من الصباح.. فيما قام المسلحون القبليون بالرد على تلك القوات.

وأوضح الأهالي ان القوات الحكومية قصفت المرتفعات الجبلية القريبة من الاحياء السكنية بقذائف الدبابات ومدافع الهاون، ما تسبب في تضرر عدد من المساكن والمنشآت، إذ طال القصف مبنى مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة كما طال احياء زيد الموشكي والروضة والمسبح وشارع الأربعين. وقال ناشطون ان عشرة متظاهرين اصيبوا برصاص مسلحين اعتلوا مبنى مدرسة الشعب بمنطقة حوض الأشرف القريبة من ساحة الحرية.

كما قام مسلحون بلباس مدني باختطاف بعض المتظاهرين والاعتداء عليهم بالضرب قبل إطلاق سراحهم ورميهم في حي وادي القاضي، كما منعوا سيارات الاسعاف من الوصول الى المصابين.وفي ذمار (100 كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء)، أفادت أيضا مصادر من المعارضة بأن مسلحين مدنيين اطلقوا النار على مسيرة واصابوا امرأة. وكانت العاصمة اليمنية شهدت ليل الاثنين وصباح الثلاثاء هدوءاً نسبياً بعد يوم من المواجهات العنيفة في احياء الحصبة وصوفان وبالقرب من ساحة التغيير.



مقيل عائلة

افاد المستشفى الميداني في ساحة التغيير بأن خمسة من أفراد عائلة تقطن بالقرب من الساحة لقوا حتفهم نتيجة سقوط قذيفة صاروخية على مسكنهم فجر الاثنين اثناء المواجهات بين قوات الرئاسة وأتباع زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الاحمر. وبحسب المستشفى فإن القذيفة سقطت على منزل العائلة الواقع في شرق ساحة الاعتصام، ما تسبب في مقتل جميع افراد العائلة الخمسة الذين كانوا بداخل المنزل

شكرا لرد حضرتك نورت الموضوع