كم كنتُ أسمع بهذه العبارة..وكنتُ أسائلُ النفس لأي درجة
تبلغ بنا تلك المرارة أتراها ذوقاً نجده في ألسنتنا وشفاهنا فتصد النفس
عن الطعام..ويلاحقها شبح المرارة كلما همت باقتراب من
زاد..فيعكر صفواً..ويكدر سروراً ..
أم أن الأمر قد يتجاوز ذلك ويتعداه!!
كان كثيراً مايدور بخلدي مثل ُ هذا التفكير..
وكان علقم الصبر كاللغز لي ..أبحث له عن حل قبل
أن ينزل بساحتي ..فلا أحسن له استقبالاً,,,
لم أكن أتوقع أن الصبر مرٌ كاسمه..فهو صبر ..
وعلقم يخلف مرارة في الفم تتعدى إلى الجوف..
بل تتعدى إلى القلب لتحرق نبته فتجف أرضه ألماً ..ويفزع القلب من حر
الهجير وألم العطش الذي خلفه ذلك الصبر..فتأتيه المصيبة كطيفٍ يمر
مروراً ليعيد الذكرى فيزداد القلب حرقةً وألماً ثم تجف أرضه ويفزع
إلى الماء ليبحث عن نداوة وطراوة يرطب بها ماوجد من جفاف..
قــــطــــــره
..
تسقط قطرة..على بيداء القلب..ليست قطرة شهدٍ بل قطرة
صبر..فتزداد مرارة القلب مرارة ..وتجف أرضه فتتمثل أخاديد ألم
محفورة بعناية لتحكي قصة ألم..ويفزع القلب يبحث عن من يغيثه ..
فإذا طرق باب مولاه ..جاءه الغوث .. من رب الأرض والسماء...
ويمر طيف الألم بالقلب ..فيفزع إلى مولاه فتسقط قطرة صبر ثم تتابع
سقوطاً على بيداء القلب التي ترجو ربيعاً ..فيستحيل الألم
كتلة ..تجتمع..وتجتمع ليتعاضد الألم ضمن منظومة وا
فيفزع إلى مولاه فيأتيه العون من ربه الرحيم فتهوي تلك الكتلة التي
اجتمعت لتعلن حرباً إلى صخرة الصبر والإيمان فترتطم بها ..فيفيض ما
اجتمع فيها من مرارة وألم ..ليروي ذلك القلب..بماء الصبر..
الذي يغشى كل نابضة منه..فيشعر بحرارة الألم تسري فيه
فتكاد تغشاه
وهكذا هو..بين فزعٍ لمولاه ومدافعةٍ لما يجد..حتى يذوق القلب
مرارة الصبر فإذا ذاقها..
استحال ضعفه قوة..وألمه أمل..وخوره عزيمة...
ومازال طيف الألم يغزوه..يتعاهده..حتى يعلم أن مرارة الصبر
تجعل للشهد ولو بعد حينٍ طعماً آخر...
إضـــــــــــــاءة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله خير له ,إن أصابته
سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر
فكان خيراً له ولايكون ذلك إلا للمؤمن