لاتسالي عن الغد في لغتي
انا ياسيدتي مجرد امس
ابحثي عني
في مذكراتي القديمة
في بيت من الحجر و الطين
عند رحاة القمح العتيقة وخبز أمي
انا ياسيدتي
ماكنت يوما غوي نساء
لااتقن فن الحب
لااعرف معنى الفراق
مفعم بعبير الحياء
عندما كنت طفلا تأبطني الحب
حين كنت اركض داخل جسدي
تَوَقّـد لامخارج له
تدفق متاهات على ممرات جسدي الصغير
اصغي الى الرياح حين تهب
واتأمل قلبي هل تخلله الضوء
انا ياسيدتي مدينة حمقاء
خصرة اللدائن
تحتفي بخطواتٍ تائهة في الزوايا المعتمة
تذكر أنني
احمل في وجهي جرح قديم
لم يثأر لنفسه
تعبرمنه المأساة الى حروف قصائد
عالم اخر عائد من زمن النسيان
انت الذي فقدت الذاكرة
مجرد أمـــس
صوتي يحدث الضجيج بصمت
في كهف دماغي لاتسمع صوت الضجيج
الوان الغيوم مرعبة السماء تمطر افكارا شنيعة
اظل مستيقظ كي اقنع نفسي انني موجود
تقول انت عذب
صوتك جميل مثل وشوشة الكناري
وجودك مثل الفاكهة الطازجة
تتدارك ذلك
لتقول انت اشبه بخريف معطر بنكهة الفاكهة
وكأنها تقول
انت مجرد امس
فلا تسالي عن الغد في لغتي
واذكريني واحزني
اذرفي على فراقي نهر من الدمع
واصرخي حتى يطير الرمل عن جسدي
ودثريني بالماء والبرد
واسكبي قنينة عطر على روحي
كي يقولوا رحل خرافة عطر
سوف تلف الشمس ظفائرها وتستدير للخلف
والاقمار الصغيرة لن تتقن بعدي العزف
تقشعر الليالي من البرد
وتمخر الدموع خدود الورد
وتسال اللحظات
ما تأثير هذه الرائحة على اجسادنا
حينها تدرك انني كنت
خرافة عطر
بقلم سامي الحريري