مع
إدراكنا أن الحزن لا يغير من الواقع شيئاً ، وأن الحزن لا يغسل الهموم
أبداً. إلا أننا في بعض الأحيان نجد انفسنا وسط امواج متلاطمة من الحزن
والألم والقلق والاكتئاب وقد نشعر برغبة جامحة للبكاء والانين. فقط ليخرج
ما في القلب من قهر مكبوت او رواسب نفسية مؤلمة لكي نرتاح.
وهذا لا باس به ما دمنا نشعر بالراحة مع انهمار الدموع. وقد قال بعضهم «لم يخلق الدمع لأمر عبثاً.. الله ادرى بلوعة الحزين».
ولكن هلا جعلنا تلك الدمعة التي تتدحرج فوق صفحة شاحبة من وجه مظلوم نكبته
الأيام في حياته،هلا جعلناها في لحظة ذل وانكسار بين يدي المولى جل وعلا
والتجأنا اليه سبحانه وتعالى بالدعاء، فكم كشف الله بالدعاء من هموم وفرّج
به من الكروب وفتح به ابواب الأمل.
أختي المهمومه: حينما تشعري انك بمنتهى الضعف
وأن الدنيا قد اظلمت في وجهك فهلا قمت من مكانك وتوضأت وصليت ركعتين او
اكثر ثم رفعت اكف الضراعة الى مولاك وقلت «اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن
امتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكم عدل في قضاؤك. اسألك بكل اسم هو لك سميت به
نفسك او علمته احدا من خلقك او انزلته في كتابك او استأثرت به في علم الغيب
عندك ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي»،«اللهم
اني اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن
والبخل واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
«لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم».
فعليك أختي بالدعاء مهما تأخرت الإجابة قال: ابو
الدرداء رضي الله عنه: «من يكثر قرع الباب يوشك ان يفتح له ومن يكثر الدعاء
يوشك ان يستجاب له».
ويقول عليه الصلاة والسلام «" إن الله جل وعلا يستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين "صحيح ابن حبان
جاء رجل الى مالك بن دينار رحمه الله فقال: «إني اسألك با لله ان تدعو لي فأنا مضطر. قال: إذاً فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه».
وأخيراً ان مجرد إفضاء الإنسان لمشكلاته، وهمومه، والتعبير عنها الى شخص
آخر يسبب له راحة نفسية. ويؤدي الى تخفيف قلقه وحزنه. فما بالك بمقدار
التحسن الذي يمكن أن يطرأ على الإنسان اذا افضى بمشكلاته لله تعالى.