ولنبدأ بالقصة من أولها نبدأ قبل الأنبياء وقبل الأرض وقبل السموات نبدأ بالبداية
، يقول تعالى
{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(62) { الزمر .
ويقول تعالى { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
الرَّحْمَانُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا(59){ الفرقان . ويقول تعالى {
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ
مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ
الْغَفُورُ(2){سباء . سبحانه يروي الإمام أحمد -رحمه الله- عن أبي رز يل
لقيط بن عامر العقيلة -رضا الله- أنه قال : يا رسول الله أين كان ربنا
قبل أن يخلق السموات والأرض؟ فقال –صلى الله عليه وسلم-: كان في عما في
فراغ لا شيء ظلام وفراغ ما فوقه هواء، وما تحته هواء، هواء عند العرب
يعني فراغ ما في شيء ثم خلق عرشه على الماء هذه بداية الخلق وفي الحديث
الآخر الذي يرويه الإمام أحمد وأبو داو ود والترمذي وغيرهما عن عبادة ابن
الصامت –رضا الله- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إن أول من
خلق الله القلم ثم قال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم
القيامة. فهذا علم الله- سبحانه وتعالى- خطه القلم بما أمره الله سبحانه
وتعالى في اللوح المحفوظ . في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم وهو رائد
جمهور الفقهاء في هذه القضية أي الأمور خلق أولا عن عبد الله بن عمر بن
العاص- رضا الله- قال سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: كتب
الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على
الماء إذا العرش أولا على الماء ثم القلم فخط به الخط ثم جاءت السماوات
والأرض فعندما يقال أول ما خلق الله القلم يعني أول من خلق من مخلوقات هذا
العالم وجاء هذا فيما يرويه البخاري عن عمران بن حصين قال: قال أهل اليمن
لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- جاء وفد من اليمن وقالوا للنبي -صلى الله
عليه وسلم -جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر يعني بداية
الخلق فقال : كان الله لا إله إلا الله كان الله ولم يكن شيء قبله وكان
عرشه على الماء فكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض إذا البداية
العرش على الماء ثم القلم كتب كل شيء وفي كلام بعض العلماء أن بعد القلم
اللوح المحفوظ مباشرة فكتب القلم على اللوح المحفوظ ثم بعد ذلك جاء خلق
الخلائق وخلق السموات والأرض وتفاصيل ذلك أما ترتيب هذه الأمور فجاءت فيها
أقوال كثيرة للعلماء وذكرنا لكم الترتيب الذي هو رأي جمهور العلماء
في هذه المسألة أما ترتيب خلق المخلوقات في العالم عالم السموات والأرض
فجاء فيها أيضا حديث صحيح يرويه الأمام أحمد ويرويه كذلك الأمام مسلم في
صحيحه عن أبي هريرة -رضا الله -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- فقال: خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر
يوم الاثنين وخلق المكروه يعني الأذى والجراثيم والأمراض المكروه يوم
الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد
العصر يوم الجمعة. آخر خلق خلق، آخر المخلوقات وهذا فيه أمر واضح في
نظرية التطور وغيرها، المسألة واضحة ما فيه تطور ، الأمور هكذا خلقت ،
وآخر الخلق هو آدم هو أبو البشر آخر خلق خلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة
فيما بين العصر إلى الليل ما بين العصر والمغرب فهذا فيه دليل على أن آدم
هو آخر ما خلق من هذه المخلوقات وفيه تفصيل عن الأحاديث التي جاءت تبين لنا
ترتيب خلق المخلوقات . وخلق الله -سبحانه وتعالى- قبل أن يخلق آدم خلق
الملائكة عليهما السلام .
وجاء في الحديث الصحيح قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلقت الملائكة
من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف له وجاء بعد خلق الملائكة خلق
الجن وجاء في ذلك الآيات والأحاديث الكثيرة. يقول الله سبحانه وتعالى {
وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ(15){ الرحمن . المارج من نار :
طرف النار طرف اللهب ليس من أصل النار وإنما من أطراف لهب النار . وقال
تعالى على لسان إبليس { خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ
طِينٍ(12){ الاعراف . وقال الله سبحانه وتعالى{ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ
مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ(27){ الحجر . فدل على أنه قبل وفي الآية
أصل خلق الجن وإبليس ، وجاء هذا حتى لا يتردد أحد في هذه المسألة ولا
يخطئ ، وفي الآية { إلا إبليس كان من الجن { ليس من الملائكة يقول الحسن
البصري رحمه الله لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين أبدا ، ما كان من
الملائكة ، من الجن وهو يقول : خلقتني من نار ، بينما الملائكة من نور
وتضافرت الأدلة على إن إبليس من الجن ما كان من الملائكة أبدا وعن ابن عمر
وابن عباس -رضا اللهما- قالا: كانت الجن قبل آدم بألفي عام ، ألفين سنة
قبل آدم ، و سكنوا الأرض هذه التي نعرفها ، فكان يسكنها الجن ، ففسقوا
فيها وأفسدوا فسادا عظيما وقتلوا بعضهم تقتيلا وسفكوا الدماء فبعث الله
إليهم جندا من الملائكة لما كثر الفساد في الأرض ، فالله سبحانه وتعالى
أرسل إليهم الملائكة فقاتلتهم الملائكة ، وحدثت معركة عظيمة على الأرض قبل
خلق آدم ، فطردوهم إلى جزائر البحور وأخرجوهم من القارات وطردوهم إلى
الجزر التي في المحيطات وهذا موطن الجن إلى اليوم ، أصل مراكز الجن
الرئيسية في تلك الأماكن وجاءت الأحاديث الكثيرة تشير إلى أن إبليس لعنه
الله له عرش وملك ، وهو رئيس الجن وعرشه على الماء في مكان ما فهذا كان قبل
خلق آدم عليه السلام .
------------------------------------------