في الحياة.. قد نجد حبيبين أحبا بعضهما حتى الجنون، ربما احد
منهما أحب الآخر أكثر، لكن حتى من لم يحب بشكل كبير قد يتعلق بنصفه الآخر،
لأنه إن كنا لا نستطيع التخلي عمن أحببناهم، فالأصعب هو التخلي عن من
ألفناهم في حياتنا، و عندما نتكلم عن الحب و الاعتياد ، فبالأكيد ستكون
الغلبة للاعتياد ..
لأنه مهما قست مرارة الحب و عانينا منها،
فالأكيد أننا قد نشفى و تلتئم جراحنا مع الزمن، لكن الألفة أمر صعب، لأنك
تعتاد على وجود شخص بحياتك، و تحس بأنه بجانبك،
تراه و تكلمه متى شئت،
لكن عندما يأتي يوم و تجد نفسك وحيدا من دونه، فقد تكون قمة العذاب و قد
يحس الشخص أنه فقد الكثير و الكثير، بل قد يحس أن حياته ناقصة من دونه،
لكنه ليس موضوعنا لليوم .
عندما نحب شخصا و نكون وفيين له قدر
المستطاع، و في الأخير تبذر منه أشياء جرحت مشاعرنا و مست كرامتنا،
فهل
يمكننا عندها الغفران و النسيان بسهولة بداعي أننا نحب و لا نستطيع التخلي
عمن نحب.
أم أنه و كما يقال كرامتنا فوق كل شيء و لا أحد و كيفما
كان و حتى لو كان نصفنا الآخر،
لا يمكن أن يشفع له ذلك الحب و يغفر له
خطاياه.
كثير ما نجد أحباء انفصلا، لان أحدا منهما لم يستطع أن
يسامح الآخر، و الكثير من الأحيان أيضا، نجد أشخاصا مرت في حياتهم الكثير
من المشاكل جرحوا بعضهم و وصلوا إلى طريق مسدود لكنهم في الأخير استطاعوا
تجاوز العراقيل، لأن الحب انتصر في الأخير.
عندما نرى مثل هذه
الوقائع، فهل الحكم هو أن من يحب بصدق و بكل جوارحه، لا يضع أهمية للأمور
الأخرى، و أن حبه أسمى من كل شيء لهذا يسامح، و من لا يستطيع الغفران، فهو
بالأصل شخص لم يحب من كل قلبه و قادر على الابتعاد في أية لحظة ما؟
حتى و إن لم يكن يحب، هنا نعود للألفة و الاعتياد، فهل بالرغم من ذلك
الاعتياد نستطيع و بسهولة أن ندير ظهرنا لمن أحبونا و ألفناهم في حياتنا، و
العيش بعدهم كما لم يكن شيء ؟؟
أم أن هناك أخطاء لا يمكن لأحد
غفرانها و خصوصا و إن صدرت من أعز حبيب، لأنها تحول كل ذلك الحب إلى كره و
بغض؟
أسئلة كثيرة ربما لا يمكن أن يجيب عنها إلا شخص مر من هذه التجربة
و عاش قسوة الابتعاد عن الحبيب،
ولم يستطع الحبيب أن يغفر له.