إحذروا هذه البدع في شهر شعبان
إحذروا
الإحتفال بليلة النصف من شعبان بأي شكل من أشكال الاحتفال ، سواء بالإجتماع على عبادات ، أو قصد القصائد والمدائح ،
أو بالإطعام وإعتقاد أن ذلك سنة واردة.
إحذروا
صلاة الألفية وتسمى أيضا صلاة البراءة
وهي مائة ركعة تصلى جماعة يقرأ فيها الإمام
في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات ،
وهذه الصلاة لم يأتِ بها خبر وإنما حديثها موضوع مكذوب فلا أصل لها.
إحذروا
تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس ، أو بقراءة بعض
السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص ،
أو تخصيصها بدعاء يسمى : دعاء ليلة النصف من شعبان ، وربما شرطوا لقبول هذا الدعاء قراءة سورة يس وصلاة ركعتين قبله ،
وكذلك تخصيصها بالصوم أو التصدق أو إعتقاد أن ليلة النصف من شعبان مثل ليلة القدر في الفضل.
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان ؟
وهل لها صلاة خاصة ؟ فأجاب : ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح ،
وكل الأحاديث الواردة فيها ضعيفة أو موضوعة لا أصل لها ، وهي ليلة ليس لها
خصوصية ، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة .. وما قاله بعض
العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف ، فلا يجوز أن تخص بشيء .. هذا هو الصواب وبالله التوفيق.
ومن الأحاديث الضعيفة الواردة في شهر شعبان:
الحديث الأول: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فربما أخرَّ ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان.
وهذا الحديث ضعيف أخرجه الطبراني في الأوسط عن عائشة-رضي الله عنها- ، قال الحافظ في الفتح:فيه ابن أبي ليلى ضعيف.
الحديث الثاني:كان إذا دخل رجب، قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلغنا رمضان.
والحديث رواه البزار،والطبراني في الأوسط ،
والبيهقي في فضائل الأوقات ، عن أنس-رضي الله عنه- ، وقد ضعفه الحافظ في
تبين العجب ، وقال: فيه زائدة بن أبي الرُّقَاد ، قال فيه أبو حاتم يحدث عن
زيادالنُّمَيْرِي ، عن أنس بأحاديث مرفوعة منكرة ، فلا يُدرى منه أو من
زياد ، وقال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي في السنن لا أدري من هو، وقال ابن حبان لا يُحتج بخبره.
الحديث الثالث:عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لم يصم بعد رمضان إلا رجب وشعبان.
وقد حكم عليه الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في تبين العجب بالنكارة من أجل يوسف بن عطية، فإنه ضعيف جدا..
الحديث الرابع: رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي.
وهذا الحديث باطل موضوع، قال فيه الحافظ-رحمه الله- في تبين العجب رواه أبو
بكر النقاش المفسر،وسنده مركب ، ولا يعرف لعلقمة سماع من أبي سعيد ، والكسائي المذكور
في السند لا يُدرى من هو، والعهدة في هذا
الإسناد على النقاش ، وأبو بكر النقاش ضعيف متروك الحديث قاله الذهبي في الميزان.
الحديث الخامس:خيرة الله من الشهور ، وهو شهر الله ، من عظم شهر رجب ، فقد عظم أمر
الله ، أدخلهجنات النعيم ، وأوجب له رضوانه الأكبر، وشعبان شهري ، فمن عظم
شهر شعبان فقد عظم أمري، ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا يوم القيامة ،
وشهر رمضان شهر أمتي ، فمن عظم شهر رمضان وعظم
حرمته ولم ينتهكه وصام نهاره وقام ليله وحفظ جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطالبه الله تعالى به.
حكم الحافظ-رحمه الله- في تبين العجب بالوضع ، وقال: قال البيهقي: هذا حديث منكر بمرة ، قلت أي الحافظ-رحمه الله-:بل هو
موضوع ظاهر الوضع ، بل هو من وضع نوح الجامع وهو أبو عصمة الدين ، قال عنه ابن
المبارك لما ذكره لوكيع: عندنا شيخ يقال له أبو عصمة ، كان يضع الحديث ، وهو الذي
كانوا يقولون فيه: نوح الجامع جمع كل شيء إلا الصدق وقال الخليلي: أجمعوا على ضعفه.
الحديث السادس:فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الأذكار ، وفضل
شعبان على سائر الشهور كفضل محمد على سائر الأنبياء ، وفضل رمضان على سائر الشهور كفضل الله على عباده.
وحكم الحافظ-رحمه الله- على الحديث بالوضع، وقال: السقطي هو الآفة ، وكان مشهورا بوضع الحديث ، وتركيب الأسانيد.
الحديث السابع:تدرون لم سمي شعبان ؛ لأنه يُتَشَعَّبُ فيه لرمضان خير كثير ، وإنما سمي رمضان ، لأنه يرمض الذنوب أي يذيبها من
الحر.
حكم السيوطي-رحمه الله- على هذا الحديث بالوضع ، والحديث رواه أبو الشيخ من حديث أنس ، وفيه زياد بن ميمون وقد إعترف بالكذب.