السؤال
أولا أعتذر لوجود بعض الكلمات الغير لائقة.
ذهبت إلى إحدى أماكن المساج -لاحساسي بألام في الرقبة- في إحدى الدول, مع العلم أنها أول مرة لي أعمل فيها المساج، للأسف قامت السيدة في نهاية جلسة المساج بوضع يدها على العضو الذكري -بيدها كاملة مرة واحدة، طلبت منها وقف ذلك على الفور، فتوقفت بالفعل ولكن كان هناك بعض المني قد خرج.
خرجت من هذا المساج بألم مرير لما حدث -هذه الواقعة منذ أسبوعين تقريبا-، لا أدري هل يمكن أن يتم نقل أمراض من هذا الشيء إن كانت الفتاة مصابة بأي داء من الأمراض الجنسية, أو غيرها من الأمراض التي يمكن أن تنتقل بهذه الطريقة.
أخي الكريم: منذ تلك الفترة وأنا أعيش وكأني سأصاب بمرض, وأعيش في أرق مستمر بأن الله سيعاقبني لما حدث, وبعد حوالي يومين من الحادثة بدأت أعاني من آلام في أعلى المعدة -والذي توقف بعد أن تم وصف دواء للقرحة المعدية-، ثم تطور الأمر الآن إلى آلام في منطقة أسفل الظهر, إلى الركبة, إلى كافة الجسم, لا أدري مصدرها, مع الصداع المستمر بسبب التفكير, والأرق الذي لا ينتهي.
أعتذر مرة أخرى إن كانت رسالتي بها بعض ما يخدش الحياء.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفوت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا تحس بحرج أبدًا، فأنت تعرض مشكلة والمشكلة مشكلة حقيقية قد أصابتك، فنسأل الله لك العافية والشفاء.
الذي تعاني منه الآن هو نتاج طبيعي وارتدادات للحادثة البشعة التي تعرضت لها، نعرف أن هنالك من يذهب لهذه الأماكن لعمل مساج وخلافه بحثًا عن أشياء أخرى ذات طابع جنسي، لا نقول الجميع يكون هذا قصدهم، ولكن هناك من يكون هدفه هو مثل ما حدث لك.
أنت في حالتك -الحمد لله تعالى- رجل لديك قناعات أخلاقية عالية والقيمة الإدراكية الرافضة لما هو فاحش لديك عالية، وما حدث لك كانت مفاجئة كبيرة جدًّا، ولذا تولّد عن ذلك ما يمكن أن نسميه عصاب ما بعد الصدمة من الدرجة البسيطة، وتمثل هذا العصاب في التفكير القلقي والمخاوف الوسواسية حول الإصابة بمرض نُقل لك من هذه المرأة، وبعد ذلك بدأت تظهر لديك الأعراض القلقية الأخرى، والتي ظهرت في شكل حالة نفسوجسدية: اضطرابات الجهاز الهضمي، آلام أسفل الظهر، الصداع، التفكير والأرق. هذه كلها أعراض نفسوجسدية متعلقة بما حدث لك.
هذا الأمر يتطلب منك الاستغفار لما بدر منك، وإن شاء الله تعالى أنت الآن مستبصر تمامًا أنك قد وضعت نفسك في المكان الخطأ، حتى وإن كان ذلك بقصد الضبابة.
ثانيًا: إن شاء الله تعالى لن يصيبك أي مكروه، ليس هنالك وسيلة حتمية تؤكد أن هناك مرضا سوف ينقل لك.
ثالثًا: فقط من أجل الاطمئنان أفضل أن تذهب إلى الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة لتقوم بإجراء فحوصات عامة، وذلك ليطمئن قلبك، وإن شاء الله تعالى بعد أن تتطلع على نتائج هذه الفحوصات الروتينية سوف تحس أن هذه الأعراض بدأت في الانكماش والانقشاع, وسوف تذهب تمامًا.
والندم على ما حدث أيضًا سوف يساعدك في تخطي هذه المرحلة التي كما وصفتها لك هي نوع من عدم القدرة على التكيف والتواؤم، والحمد لله تعالى أنت لم تتكيف مع أمر سيّء، وهذا فيه رسالة عظيمة ومنفعة كبيرة بالنسبة لك.
أرجو أيضًا أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة الخفيفة، إن شاء الله تعالى فيها لك خير كثير، وحاول أن تستفيد من مواسم الخيرات، رمضان الكريم مقبل علينا، نسأل الله أن يبلغنا إياه، وأن يجعلنا من الصائمين والقائمين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.