السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وسائر الأنبياء، أما بعد:

فأنا من منزل تقي! أبي والحمد لله محب لله ولرسوله صلى الله عليه و سلم، وأنا تلميذ في إحدى المدارس، استخلفني ربي في وجه جميل زيادة على جمال مظهري، حتى أن البنات ينجذب ن إلي، وإن كيدهن لعظيم! وإني لأحاول منذ عام أن أبتعد عنهن ففعلت، لكنني لاحظت تراجعي، فما عساي أن أفعل؟!


الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ anass حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أحسنت إحساناً عظمياً عندما عبرت بهذه العبارة: (استخلفني ربي في وجه جميل زيادة على جمال مظهري)، فما أحسنها من عبارة! وما أصدقه من تعبير!

نعم! إنك مستخلف في هذه النعمة، وإنك لمستخلف في هذا المظهر، ومن هذه الحقيقة التي تدركها – بحمد الله تعالى – يكون ثباتك الذي تطمح إليه !!

وإيضاح ذلك، هو أنك قد أنعم الله عليك بالمنظر الحسن، وجعلك مستخلفاً فيه أي أنك مسئول عنه، فما أنت صانع به؟ هل ستستخدمه في الحرام، وفي تصيد أعراض الناس؟ أم تستخدمه كما استخدمه نبي الله ( يوسف) عليه الصلاة والسلام، يوم أن عرضت عليه الشهوة الحرام سهلة ميسورة، فقال مقالة العبد العارف بربه: (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)!

وهل ستنادي كما نادى هذا العبد الصالح - صلوات الله وسلامه عليه – يوم اجتمعن عليه بكيدهن ومكرهن، وغاية ما عندهن من فن الإغواء ليوقعنه في شراك الحرام فنادى ربه: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

إن عليك أن تعلم – وأنت الشاب المؤمن – أن فلاحك وحريتك في الانتصار على الشهوة الحرام، وأن عليك أن تدرك أن حريتك الحقة، إنما هي بكسر أغلال الفاحشة وأسبابها، فلا تكن عبداً للشهوات ترتمي في معصية الله، فتغل وتقيد بقيود الذل والهوان والطاعة لأهل الفساد، وتأمل ما أنت فيه من عز الطاعة، وكيف سيكون الحال، لو استبدلته بذل وهوان المعصية؟!

ولذلك كان السجن عند (يوسف) عليه الصلاة والسلام خيرا من الوقوع في سجن الفاحشة والرذيلة، فهكذا فكن! ولا يكن همك هذه العلاقات التي لا يجني من ورائها إلا الشوك والعار والذنب، وسوء الوجه!

واستعن بالله، وناد مولاك: ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث! أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين!).

وصاحب الأخيار، وأنبذ عنك صحبة الأشرار، وأرفع رأسك ورأس والديك بحسن طاعتك لله، وبحسن سيرتك وسمعتك.

وكن محباً طلاباً لمعالي الأمور، نابذاً سفاسفها (محقراتها)، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها) أخرجه الطبراني في المعجم، وليكن أمام عينك طريق خالد بن الوليد، وطارق بن زياد، وصلاح الدين، ومحمد الفاتح – رحمهم الله تعالى – فهؤلاء هم قدوتك، وهؤلاء هم أسوتك.

وكن شاباً من الذين قال فيهم صلوات الله وسلامه عليه: (سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم شاباً نشأ في عبادة الله، والحديث مخرج في الصحيحين.

وعليك بلزوم صلاة الجماعة في المسجد، وحافظ على سماع المحاضرات الدينية، ودوام مراسلتك لإخوانك في الشبكة الإسلامية وأمثالها من المواقع الطيبة النافعة.

فبذلك ستثبت إن شاء الله تعالى، وبذلك ستفلح بكرمه تعالى، ونسأل الله لك التوفيق والهدى والسداد!

مشكووووووووووووووووووووووووور