كان هناك رب أسرة طموح لكنه فقير جداً بسبب وظيفته الضعيفة ، شاهد برنامجاً مع أسرته المكونة من زوجته وثلاثة أطفال يتحدث عن تطوير الذات لتطوير الحياة فقرر الالتحاق للفوز بشهادة الثانوية ومن ثم الشهادة الجامعية.
منذ ذلك الحين تحولت حياة الأب إلى عمل في النهار ودراسة في الليل ومراجعة للدروس والواجبات بعد ذلك ، لم يرَ أولاده ولم يجلس معهم إلى طاولة الطعام سوى يوم الجمعة فقط والذي كان يقضي نصف في الدراسة ... ولأن لكل مجتهد نصيب حصل الأب على شهادة الثانوية التي سمحت له بالحصول على درجة أعلى في عمله وأجر أفضل ساهم في تحسين ظروف حياته قليلاً ، لكن المرحلة الثانية جاءت ؛ إنها الجامعة.
مع الجامعة والوظيفة الجديدة لم يجد الأب وقتاً لأبنائه سوى وقت غداء الجمعة وكانوا كثيري الشكوى من هذا الوضع وطالبوه مراراً وتكراراً بالاهتمام بهم لكنه كان يقول : "كل هذا من أجلكم"...
صبرت الزوجة والأولاد وحصل الأب على شهادة جامعية ، وكما كان متوقعاً ولأنه محبوب في شركته تم إعلان ترفيعه لمشرف على الموظفين ، وهنا أصبح وقت عمل الأب أطول ورغم عدم وجود شهادات ودراسة لكنه كان يقضي الوقت في العمل ليثبت جدارته فطموحه الآن ان يصبح مديراً.
قال له الأولاد :" لقد قلت لنا إن الظروف ستتحسن وستكون معنا بعد الجامعة ولم يحصل هذا" ، فرد عليهم بنفس الكلمة : " هذا من أجلكم!!".
واصل الأب عمله وجاهد وناضل ونال ما أراد ، فقد أصبح مديراً لقسمه ولأن الإدارة تتطلب حرصاً ومراقبة وتعامل مع الزبائن لم يعد يتناول الغداء يوم الجمعة في البيت بل مع الزبائن لإظهار الاهتمام بهم ويحقق النجاح المتوقع... مرت السنوات وعندما شعر الأب بأنه حقق ما يريد .. قرر أخذ زوجته وأولاده الذين باتوا يدرسون في الجامعة إلى البحر للسياحة.
جمعهم في المساء على العشاء ووقف وقال : " أشكركم على صبركم علي ، أعلن أنني منذ اليوم سأقضي معكم يومي الإجازة وسوف أعود من العمل لأكون معكم يومياً".
صفق الأبناء وابتسمت الزوجة كما لم تبتسم من قبل فهم الآن استعادوا والدهم...
ولأن الحياة لا تنتظر أساسياتها أفاق الأبناء على صدمة فقدان والدهم الذي خطفه الموت منهم عندما وعدهم بالبقاء معهم !!.
الحكمة : الحياة لا تنتظر وهناك متطلبات لكل مرحلة ، وهناك لكل شيء حق فأعطِ كل شيء حقه.
م/ ن