أن الأصل في الإفرازات الخارجة من فرج المرأة كونها خارجة من مخرج الولد، ومن ثم فهي طاهرة على القول الراجح, فإن المفتى به عندنا أن رطوبات الفرج طاهرة, وإن كانت هذه الإفرازات ناقضة للوضوء بكل حال،
وعلى هذا: فلا تتعني في التفتيش والبحث عن مخرج هذه الإفرازات, ويكفيك العمل بهذا الأصل.
ثم إذا خرجت منك تلك الإفرازات بعد الوضوء انتقض وضوؤك, ولزمك إعادته - سواء كنت في الصلاة أو خارجها - فإذا تيقنت يقينًا جازمًا أن هذه الإفرازات خرجت منك وأنت في الصلاة فيلزمك قطع الصلاة - والحال هذه - وإعادة الوضوء, ثم استئناف الصلاة.
وأما مع الشك فلا يلزمك شيء؛ لأن يقين الطهارة لا يزول بالشك في انتقاضها.
ولا بد من الحذر من الوساوس, وعدم الاسترسال معها, فإن الاسترسال مع الوساوس من أعظم أبواب الشر.
والله أعلم.