الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد ...... أختي الكريمة ... حفظك الله ورعاك ...
لست أدري ماذا دهاك ..
وما الذي غيرك ..
أراك في غفلة وإعراضِ عن الله ..
وانهماك في طلب الدنيا ومفاتنها ..
ويا ليتك قنعت بما أحله الله لك من اللذائذ والطيبات ..
بل إنك تماديت في طلب ذلك حتى وقعت فيما حرّم عليك من الخبائث والمنكرات ..
فركبت سفينة الهلاك ..
وأصبحت أسيرةً لكلّ جديد ..
وإن كان مخالفاً لدينك وأخلاقك آدابك ..
وعادات قومك ..
أصبحت أسيرة للموضة وصرخاتها ..
أصبحت أسيرة للقنوات ومفاسدها ..
أصبحت أسيرة للأغاني والرقصات..
وللأفلام والمسلسلات..
وكل وافد من الأفكار والثقافات ..
ما الذي دهاك ..
وما الذي غيرك؟
أنسيت أنك صاحبة رسالة وهدف في هذه الحياة؟
أنسيت أنك مسؤولة دعوة الناس إلى الله؟أين إعتزازك بدينك ومحافظتك على تعاليمه؟أين إعتزازك بهويتك الإسلامية؟
أين إعتزازك بحجابك الذي هو رمز العفاف والفضيلة؟
ألا تخافين من الموت على هذه الحال ؟
ألا تخافين من عقاب الرّب المتعال ؟
أتظنين أن ماء الشباب سيظل دائما يتدف في جسدك ؟
هيهات هيهات..
لقد قبلك أناس هذا الظن ..
ففاجأهم الموت غفلة ..
وأخذهم على غرّة..
فلم تنفعهم حسراتهم ..
ولم ينجهم من هول العذاب بكاؤهم وصراخهم ..
والقبر أختاه..
وما أدراك ما القبر؟
إنه أول منزل من منازل الآخرة ..
حفرة ضيقة..
مظلمة موحشة..
شائكة غير ممهدة ..
أنسيت أنة بيتك المرتقب ..
ومثواك المنتظر ..
أنسيت أن القبر يناديك ويقول لك..
ويحك يا أمة الله..
ما غرك بي ..
ألم تعلمي أني بيت الدود؟..
ألم تعلمي أني بيت الفرقة؟..
ألم تعلمي أني بيت الوحشة؟..
ألم تعلمي أني بيت الظلمة؟ ..
هذا ما أعددت لك ..
فماذا أعددت لي؟
فانظري رحمك الله لنفسك..
وادفعي عنك هذا البلاء ..
فإن القبر روضة من رياض الجنة ..
أو حفرة من حفر النيران..
فالتوبة التوبة أختاه ..
والإنابة الإنابة ..
نسأل الله أن يجود عليك برحمته وعفوه ..
وأن يكتبك في ديوان السعداء الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون