يَحْدُثُ كَثِيْرَاً أنْ نَقْرَأ كِتَابَاً ثُمّ نَصِلُ إلى خَاتِمَتهِ فَنُغْلِقه ،
وَ لَكِنّنا لا نَشْعُر بِأنّنا انْتَهِينَا مِنْه .. لا لِسَببٍ سِوَى أنّهُ ثَمّة سُطُورٌ
مِنْهُ وُشِمَت فِيْ ذَاكِرتنَا فَظَللنا عَالِقينَ بِهَا نُفَكّرُ فِيْ أعْمَاقِهَا ،
بَعْضُ السّطُور لاتُنْسَى ،
مُخَلّدةٌ فِيْ ذكرى قآرئها
كان كل شيء بارداً . . حتى التابوت الذي يحتضنها !
قبلها . . كان ثوب العرس و طرحته . . وكان هذا أكبر موسم للثلج . . ذيل الثوب - الثلج طويل جداً . . كـ طول ذلك الصباح الذي تمددا فوق الشراشف البيضاء !
الأبيض لون بارد . . الثلج موسم بارد . . و القبلة الصباحية كانت بحجم كرة ثلجية صغيرة . . طبعها بسرعة فائقة فوق شفتيها المسدولة بهدوء فوق ملامح
وجهها المرهق !
ارتدى بدلة سوداء صباح عرسه !
وهي مازالت ترتدي قميص عرسها - موتها الأول . . بفتحته الشاهقة . . ولونه البارد . . الأبيض الثلجي . .
إنحناءته - قبلته لم تحرك فتحتها الشاهقة لمزيد من جرعات سريعة ورسميه للحب !
السكرة مازالت متمددة . . ومازال الموت - البرود يمضغها . .
السكرة تتأمله ببطء شديد . . شيء ما بمعصمه شدها . . شيء لامع . . قطعة ثلج جديدة . . " بزمتهُ " - كُم بدلته الإيطاليه !
أستحق صباحها الأول مقدار " ربع " أبتسامة . . وابتسمت ربعاً !
سخرت ألفاً بداخلها . . وقهقهت وتهكمت وتساءلت : ماذا عن كمية الدماء . . والنزف . . والألم ؟!
ماذا عن الشراشف التي كان لابد لها أن تتسخ ولم تتسخ ؟!
ماذا عن الشهقات والصراخ والكلام الذي يصحبه الألم . . الكلام المباح الذي يأتي بالمنتصف والأخير ؟!
قبل مغادرته . . قبل أن يلملم ملامحه داخل حقيبته الدبلوماسية . . شدته من يده اليمنى
- ستأتي للغداء ؟ ( وابتسامة ملئت وجهها الهادئ )
- . . . .
- هل ستأتي ؟
- ربما ! ( قالها بكثير من لامبالاة وشرود ! )
بدأت تحدث نفسها . . أهذا الصباح الأول لعرسان جدد !
أهذا يوم ملائم لبدلة سوداء وأعمال وأوراق وحقائب دبلوماسية !
ذات صباح هادئ . .
أنا لحبيبي و حبيبي إلي
يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا و لا يزعل حدا
أنا لحبيبي و حبيبي إلي....
لذيذة هذه الأغنية كـ فنجان قهوتي...
أشعر بـ فيروز ,,, ترقص بغنج...
حبيبي ندهلي قلي الشتي راح
رجعت اليمامة زهر التفاح
و أنا على بابي الندي و الصباح
و بعيونك ربيعي نور و حلي....
وكيف هو حبيبك يا فيروز ,,, ايشبه حبيبي ؟
أيقدم لكِ وسائد - موت - عتمة - ورقص ؟
أيشتهي تفاحك يا فيروز ؟
أكان يوقض ربيعكِ ويكور شمسها ؟
تابعي رقصك يا فيروز ,,,, بغنج .. بغنج .. بغنج....
و ندهلي حبيبي جيت بلا سؤال
من نومي سرقني من راحة البال
أنا على دربو و دربو عالجمال
يا شمس المحبة حكايتنا أغزلي...
كان يزوركِ بإحلامك يا فيروز ؟
وهل كان يحمل لك ورداً ؟
أشعر بعرائك المزدحم ,,, أشعر بالدهشة - بالغبطة...
وخيوط الشمس غزلت حكايتك يافيروز
فـ هل أنتي مستعدة لقراءة قصتك بـ قلمي ؟...
فيروز ,,, قبل أن أرحل
سأهمس لكِ :
ضباب الصباح لن يمنعني من الأستماع إليكِ
صوتكِ يغتالني
صوتك كـ فناجين العرافات...
أشاكسه . . فريق البنات أنا من سأطلق الأسماء عليهم . . وفريق الأولاد أنت من سيطلق الأسماء عليهم . .
يضحك . . ويعلم أنني سأحوز على أطلاق الأسماء لكلا الطرفين !
أتلذذ بعلمي أنه يعشق مشاكستي . . ويعشق الأنثى المتمردة التي تشعل يومه صخباً . .
" أنتِ صاخبه " . . هكذا كان يهمس بـ أذني كلما أقترب مني . .
أبتسم أبتسامة لئم . . وأردف " أعلم ذالك " !
جميع قمصانه تحمل رائحة عطري !
قال له مديره يوماً وأثناء أجتماعه المغلق معه " أتستعمل عطراً نسائياً ؟ " . .
أربكه ذالك المدير الأخرق . . أو بالأحرى ذكره بي رغم عدم نسيانه لي !
قال : لا . . ولكن طفلتي - عشيقتي تحتضنني قبل أن أغادر المنزل فـ تعلق رائحتها بقمصاني - بجسدي ! . .
وَ جميع ستراته . . وبجيبه الداخلي الأيسر . . منديل مطبوع عليه شفتاي !
كنتُ سأضع طلاء أظافري الوردي الذي يعشقه . . لكنني تراجعت فـ وزن طلاء الأظافر ربما متعب بالنسبة إليه . .
يعشق جواربي الملساء - الحريرية . .
يقلبها يميناً وشمالاً . . تنساب بين يديه قبل أن يساعدني بـ أرتدائها ثم يردف " كم جورباً تستهلكين شهرياً ؟ " . .
أضحك . . أجيبه بـ لغة الرياضيات " المعادلة طردية يا حبيبي . . فكلما زاد العشق . . وزادت لحظات الجنون . . كلما أستهلكتُ جوارباً أكثر
وألواناً أكثر ! " . .
ينقرني نقرة عشق . . وأنقره نقرة جنون . .
كم أعشق شتلات ورده . .
وكم من الوقت أستنفذت وأنا أرسم ملامح فرحه ؟!
حدائق من الجمال . . ونوافير ماء . . وعصافير ملونة . . هذا ما أستطاع خيالي الوصول إليه !!
ومازال الفرح مشتعلاً . .
ومازال الورد يعبق بـ روائح زكية . .
سـ أزورهم يوماً . . وسـ أمكث طويلاً اتأمل ما صنعه الخالق من جمال . .
فـ شكراً كثيراً للرب . .