وصفت المستشار بديوان رئيس مجلس الوزراء الشيخة رشا الحمود العلاقات المصرية - الكويتية بأنها راسخة متأصلة وضاربة الجذور وواسعة وممتدة وتشمل كل مناحي الحياة للشعبين الشقيقين. وقالت الشيخة رشا في كلمة ألقتها في الحفل السنوي الذي اقامته جمعية «أحباء مصر» الليلة قبل الماضية بدار الأوبرا: ان «حب مصر واجب على كل عربي ومسلم»، موضحة ان «الرؤى السياسية المتطابقة تنطلق من ثوابت ومسلمات تضرب جذورها في تعمق وجدان العروبة والاسلام ووحدة الصف والمصير».
واعتبرت ان العلاقات الاقتصادية تشهد نموا مزدهرا يتمثل في المشاريع العملاقة التي أقامتها وتقيمها حكومة الكويت على أرض مصر والتي تهدف الى تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات المختلفة المقدمة للمواطن المصري.
وأشارت الى دور القطاع الخاص الكويتي وقيامه بانشاء الشركات والمؤسسات والمرافق المتنوعة في مصر ما أدى الى تطوير النشاط الاقتصادي في مختلف أشكاله ووفر مئات الالوف من فرص العمل للمواطنين المصريين.
وتناولت العلاقات الثنائية في مجالات الثقافة والأكاديمية فألقت الضوء على المجالات العديدة على مساهمات مصر في النهضة التربوية والتعليمية في الكويت قبل عهد الاستقلال وبعده. كما ألقت الضوء على البعثات التعليمية المصرية المتعاقبة الى الكويت منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي حتى يومنا هذا ودورها في وضع مناهج التعليم النظامي وتوفير البيئة العلمية الصحيحة والتكوين العلمي لأبناء الكويت.
وقالت الشيخة رشا: ان «حب مصر واجب على كل عربي ومسلم» مبينة ان القرآن الكريم ذكر مصر خمس مرات وانها هي الوطن الأم لأم سيدنا اسماعيل عليه السلام امنا هاجر وانها احتضنت أنبياء الله موسى وعيسى ويوســــف عليــــهم السلام.
وأضافت: «اننا نذكر بالامتنان والعرفان ان مصر كانت أول محطة للابتعاث الخارجي عندما قررت الكويت ايفاد فتياتها لمواصلة دراستهن الجامعية في منتصف القرن الماضي». وأشارت الى موقف مصر من دعم استقلال الكويت والذود عن سيادتها، مبينة انها سخرت كبار علمائها المختصين لوضع دستور الكويت قبل الاستقلال وهبت لنصرة الكويت عند محنة الغزو العراقي عام 1990 وشاركت في حرب تحرير الكويت.
وتناولت الشيخة رشا دور جمعية (أحباء مصر) ووصفتها بأنها عزيزة على نفوسنا بمشاركاتها وعطاءاتها واسهاماتها بجهود أحباء مصر في المجالات المختلفة.
وأثنت على دور الجمعية في توثيق روابط الاخوة والصداقة وتعزيز العلاقات الانسانية والروحية والوجدانية بين مصر والكويت.
وأشارت الى العمل الخيري الذي فطرت عليه الكويت وجبل عليه شعبها والذي يشهد نموا مطردا على أرض مصر وذلك من خلال وجود المؤسسات الخيرية الكويتية الرسمية أو المشاريع الخيرية المختلفة التي ينفذها المحسنون الكويتيون.
وأكدت ان عطاءات الشعب الكويتي ومساهماته المتواضعة مستمرة ومتواصلة طالما حيينا تجسيدا لهذه المشاعر الفياضة تجاه مصر العروبة وشعبها الكريم.
ووجهت الشيخة رشا في ختام كلمتها التي حضرها عدد كبير من سيدات المجتمع المصري وزوجات سفراء ورموز وكتاب ومفكرين الشكر لجمعية أحباء مصر وتكريمها الذي تفخر وتعتز به كثيرا.
من جهتها، قالت رئيسة مجلس ادارة جمعية (أحباء مصر) تهاني البرتقالي: ان الجمعية انتهزت فرصة اقامة حفلها السنوي هذا العام لتكريم عدد من الشخصيات التي لها أياد بيضاء في مجال العمل الانساني والخيري. وأضافت: ان الجمعية توسعت أكثر في تكريم عدد من الشخصيات الصديقة لمصر والتي تدعم مصر مبينة ان دولة الكويت وشخصيات كثيرة تدعم جمعية (أحباء مصر) منذ ان تأسست في العام 1981. وذكرت ان عددا من الشخصيات الكويتية ساهمت في بناء الصرح الكبير للجمعية في (مدينة نصر) بالقاهرة والذي يضم مستشفى ودار مسنين ومسجداً بخدماته ودار حضانة اضافة الى عدد من الانشطة التي تقوم بها الجمعية وابرزها قوافل الخير. وبينت ان تكريم الشخصيات الكويتية جاء لدورها المشرف في بلدها وفي مصر والتي كان لها بصمات واضحة على العمل الخيري والانساني.
وفي تصريحات خاصة لـ«الراي» قالت الشيخة رشا الصباح: «أنا سعيدة بتكريم جمعية أحباء مصر للعديد من الشخصيات النسائية الكويتية ويشرفني القاء كلمة نيابة عن المكرمين فهي بادرة طيبة من الجمعية التي تحرص على توطيد العلاقة الطيبة بين الشعبين الكويتي والمصري».
مضيفة: «نحن محبون لمصر وشعبها ولذلك تتطابق الرؤى السياسية والاقتصادية الكويتية - المصرية وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا حتى في أحلك الظروف والأزمــــات التي مــــرت بالــــبلديــــن».
وشددت، على أن الكويتيين لا ينسون أبدا وقوف مصر بجوارهم عند محنة الغزو الصدامي الغاشم 1990 وكيف شارك أبناء مصر في حرب تحرير الكويت دفاعا عن استقلالها وسيادتها وحكومتها الشرعية وكانت مصر الأم الحنون وثاني أكبر دولة بعد الملكة العربية السعودية تحتضن عشرات الألوف من المواطنين الكويتيين وأنا واحدة منهم الذين عانوا مرارة البعد عن الديار.
ومن جانبها، قالت الأستاذة في جامعة الكويت الدكتورة نورية الرومي: ان تكريمها هو تكريم للمرأة الكويتية والعربية ودورها في خدمة المجتمع وتنشئة الأجيال وتكريم لما وصلت اليه المرأة الكويتية والعربية من كفاءة علمية ومهنية.
وأضافت: ان حضورها هذا الحفل يأتي بناء على دعوة من جمعية (أحباء مصر)، قائلة: « نحن من أحباء مصر التي لا يستطيع أحد ان يستغني عنها كشعب وحكومة وبالتالي مصر حبيبة على قلوبنا دائما». وأكدت «ان مصر هي أمنا وأي اهتزاز لمصر يؤثر فينا سلبيا وأي ارتقاء لمصر يعود علينا بآثار ايجابية لاعتبارات سياسية واجتماعية وثقافية وفنية وقومية». وقالت الرومي لـ«الراي».. أنا عاشقة لمصر ولايستطيع أي عربي أن يستغني عن مصر وحضرت من الكويت خصيصا لحضور هذا الحفل لأنه تكريم لكل كويتية وأقولها بصراحة.. مصر هي أمنا فأي حدث أوهزة تحدث لمصر تؤثر سلبا علينا جميعا كعرب وأي ارتقاء نشاهد بسرعة ايجابياته في العالم العربي كله». وعن نيتها الترشح لمجلس الأمة الكويتي قالت.. لا أفكر في مجلس الأمة ولن أترشح لكنني أقول.. المرأة الكويتية في مجلس الأمة أثبتت قدراتها خلال فترة قصيرة واختزلت سنوات عديدة من كفاءات الرجل بالبرلمان وأثبتت جدارتها في العديد من اللجان.
وأشارت الى أنها حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة عين شمس، ولاتزال تتذكر وتتواصل مع جميع زملائها في الدراسة.
شمل التكريم كلا من الشيخة لطيفة الفهد والشيخة فريحة الأحمد والشيخة أمثال الأحمد والشيخة الدكتورة رشا الصباح والشيخة الدكتورة سعاد الصباح والشيخة الدكتورة ميمونة العذبي والشيخة عايدة سالم العلي والشيخة حصة صباح السالم والشيخة الطاف سالم العلي والشيخة أمل الصباح والشيخة بسمة الصباح والدكتورة معصومة المبارك والدكتورة فائزة الخرافي وعائشة الروضان والدكتورة نورية الرومي وأنيسة جعفر (ماما أنيسة) والدكتورة سعاد الرفاعي والدكتورة موضي الحمود وفوزية الخرافي.
حضر الحفل عدد من الشخصيات المصرية والكويتية واشتمل على سوق خيري وعرض أزياء وحفل غنائي أحيته المطربة نادية مصطفى والمطرب مجد القاسم