السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 34 سنة، ذات مستوى دراسي عال، أعمل كمدرسة في مدينة بعيدة عن أهلي منذ 5 سنوات، أقطن وحدي - الحمد لله - محجبة، وأحب الله
ورسوله، ومحبوبة من طرف الأهل وكل من يعرفني، لكن الكل يظنني قوية
وقادرة على تحمل الحياة بمفردي، فلا أشكو لأحد حالي إلا الله.
تقدم لخطبتي العديد لكن الأهل يرفضون بدعوة أنهم ليسوا أهلا لي، أعاني من وحدة رهيبة، ومن اضطراب دائم، تعرفت مؤخرا في حلقة لقراءة القرآن على إنسان متدين تعلقت به كثيرا، وكنا نحفظ القرآن سويا فأراد التقدم لخطبتي لكنه أخبرني بأنه متزوج وله طفلان، وحياته منتهية مع زوجته منذ زمن، وأن لديه العذر الشرعي للتعدد، لكن أهلي رفضوا من جديد، ونحن نحب بعضنا ولا نريد سوى الزواج وإقامة شرع الله، فلا أعلم ماذا أفعل حتى أقنع أهلي؟!
ولا أستطيع مفارقته فهو مؤنسي الوحيد هنا، علما أني لا أراه بل فقط عن طريق النت.
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اريد حياة مطمئنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن أهلك أخطأوا في رفضهم المتكرر للخطاب، وهذا أمر خطير يسبب هروب الشباب، والحياة فرص، والمرأة لا تستغني عن الرجل وهو كذلك، فللنساء خلق الرجال، وللرجال خلقت النساء، ومرحباً بك في موقعك بين الإخوان والآباء.
أما بالنسبة لعلاقتك بالرجل المذكور فأننا ننصحكم بالتوقف حتى يتم وضع العلاقة في إطارها الشرعي، ونتمنى أن يكرر الرجل المحاولات، وأن يدخل الوساطات ويطلب مساعدة أهل الوجاهات، كما أرجو أن تطلبي مساعدة الأعمام والعمات والأخوال والخالات بعد أن تتوجهي لرب الأرض والسموات، كما أرجو أن تتعاملي مع الوضع بمنتهى الحكم والتعقل، ولا شك أن أهلك يريدون لك الخير ولكنهم أخطأوا فالتمسي لهم الأعذار، وذكريهم بالحكيم الغفار، واعلمي أن الله ولي الصالحات والأخيار.
ولست أدري لماذا يرفض أهلك الخطاب؟ وهل هناك اعتبارات شرعية أم هي مجرد عادات ومفاهيم جاهلية؟
وإذا كنت على الصفة المذكورة فسوف يأتيك ما قدره لك القدير، فلا يحملك رفض الأهل وتأخر الخطاب على الدخول في طريق يجلب لك الأتعاب، والإسلام دين يحرص على سلامة النفوس؛ ولذلك فهو لا يقبل بعلاقة لا تنتهي بالزواج، ويجعل الحب الحقيقي بعد الرباط الشرعي المعلن، وهو حب يزداد قوة مع التعاون على البر والتقوى.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.