السؤال
أنا طالبة في السنة الرابعة في الجامعة ، تقدم لخطبتي شخص عرفني في الجامعة وهو ملتزم دينياً وخلقياً ، لكن والدي رفض الشخص بحجة أني محجوزة لولد عمي ، ثم تقدم لخطبتي مرة ثانية ، وتم الرفض القطعي من قبل أهلي بدون تفكير أو حتى مجرد السؤال عن الولد وأهله ، وأخذوا يلتمسون الأعذار لأننا ما زلنا طلاب في الجامعة ، وأحياناً يقولون أننا أصلاً لا نريده أبداً ، ولا نريد لك الزواج من تلك القرية ، على الرغم من أننا من نفس المنطقة ، ولكن من قرى مختلفة وليست بعيدة عن بعض وكذلك نحن جميعاً من نفس القبيلة ، ولد عمي سيتزوج قريباً وهم على علم بذلك ، ولكنهم ينكرونه بحجه أنهم يريدون تزويجه لآخر لحظة ، وهم يدركون تماماً أني لا أرغب في الزواج من ولد عمي من قبل أن أعرف هذا الشاب أو يعرفني ، أريد استشارتكم في هذا الموضوع ، وهل لدى أهلي الحق في رفض هذا الشخص ؟ لا أعرف كيف أتعامل معهم ، أنا أحب هذا الشخص كثيراً وهو يحبني ، ومع ذلك قطعت علاقتي به نهائياً احتراماً لهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة /سارة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله جل جلاله أن يوفقك إلى كل خير ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يمن عليك بتحقيق أملك وإجابة دعائك ، وأن يجمعك في الحلال بمن تحبين ما دام ذا خلق ودين.
الأخت الكريمة سارة : كم أنا سعيدٌ فعلاً باحترامك لأهلك وقطعك لعلاقتك بهذا الشاب ، فهذا إن دل فإنما يدل على حسن خلقك وكريم صفاتك ، وتقديرك لأهلك واحترامك لهم وإن خالفوك في الرأي ، فحياك الله وبارك فيك ، وكثر من أمثالك ، إنه جوادٌ كريم .
وبخصوص رفض أهلك لهذا الشاب رغم أنه مناسب لك بل ومن قبيلتك ، ويتمتع بخلقٍ ودين ، فلعل وراء هذا دافعٌ أو سبب لم يطلعوك عليه، لذا أنصح بسؤال الوالدة واستدراجها لمعرفة السبب في الرفض ، فإن كان مقبولاً ومشروعاً فأرى ألا تخالفي أهلك ؛ حتى لا تقعي في العقوبة وقطع الرحم ، وإن كان مجرد رفض غير مبرر فليس لهم الحق في ذلك ، وعليك مواصلة الضغط والمحاولة حتى ولو اقتضى الأمر إدخال بعض الفضلاء والعقلاء من أهلك أو غيرهم لحث أهلك على الموافقة ، وعليك أولاً وقبل كل شيء بالدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدر أهلك للموافقة عليه، وهذا أعظم سلاح يتسلح به المسلم في قضاء حوائجه ، واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء ، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، وأنه جل جلاله يحب المسلمين في الدعاء ، فلا أرى لك أفضل من ذلك ، ولا تتوقفي عنه حتى يفصل الله بينك وبين أهلك ، ويمن عليك بقضاء حاجتك.
لك منا بالموقع خالص الدعاء بقضاء حاجتك وتحقيق املك، والله الموفق.