السؤال
أنا فتاة جامعية، أبلغ من العمر 35 سنة، ولم أتزوج إلى الآن بسبب والدي الذى رفض كل من تقدم لي، فحاولت طلب مساعدة أخي الكبير لكنه غير مهتم، ليس لى عم أو خال أو أيّ أحد كبير أشكو له ليساعدني، ولا أخرج من المنزل إلا نادرا، فأبي منع عنا زيارة الأهل والأقارب والتواصل مع الناس، أقضي طوال يومي في المنزل، حاولت في مواقع الزواج أن أبحث عن زوج، لكنهم يتلاعبون بالبنات وغير جادين، وأبي لا زال على إصراره وعناده، رغم العمر الذى وصلت إليه، ماذا أفعل حقاً؟ لقد تعبت من الوحدة وكرهت أبي! ولم أعد أتحمل الحياة في المنزل أو أي مكان يجمعني به، أرجوكم ماذا أفعل؟
والله الموفق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فلاشك أن هذا الوالد قد أخطأ، ولكن ذلك لا يبيح لك كراهيته، وسوف تؤجري على صبرك، ولست ملزمة بطاعته إلا في طاعة الله، ولست أدري هل الوالدة موجودة، وما هو دورها؟ فإن الأم هي أقرب الناس لابنتها، وأحرص الناس على إسعادها، ولست أدري ما هي أسباب هذا الذي يفعله والدك؟ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا المساعدة في إصلاح العطب، وأرجو أن نحمل تصرفه على المحمل الحسن ونلتمس له الأعذار.
وأرجو أن تبحثي لنفسك عن صديقات صالحات، واعلمي بأن الطيبات يكثرن في مجالس العلم والقرآن، فابحثي عن الخيرات في البيئات الخيرة، واعلمي أن لكل واحدة منهن ابن أو أخ يبحث عن العفيفات، مع ضرورة أن يسمعن منك الخير، ويشاهدن فيك التواضع والبساطة، فإن هذه الصفات تجعلك تدخلين إلى قلوبهن دونما استئذان، وكثير من الشباب يرجع إلى قريباته عندما يريد اختيار شريكة الحياة.
وقد صدقت في قولك إن معظم الباحثين عن الزواج في الإنترنت إما أن يكونوا من الذئاب البشرية، أو من الفاشلين في حياتهم الهاربين من مجتمعاتهم، وإلا فكيف لا يجد الشاب زوجة مناسبة في أهله ولا في جيرانه ولا عند أصدقائه، ولماذا يبحث عن زوجة يجهل أمرها وتجهل حاله وأخلاقه وظروفه.
وأرجو أن تكثري من اللجوء إلى الله، وتلزمي طريق المتقين، فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وقد وعد أهل التقوى بتيسير أمورهم وتفريح كروبهم، فقال سبحانه: {ومن يتق الله بجعل له من أمره يسراً} وقال سبحانه: { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}
فكوني مطيعة لرب الأرض والسماء، ساعية في حاجة المسكين واليتيم والضعفاء، وصلي الأرحام واحترمي الأمهات والآباء، وانتظري الفرج ممن يصرف السوء ويجلب النعماء.
والله ولي التوفيق والسداد!