السؤال
تقدم شاب لخطبتي وأنا لا أعرفه، وأريد التعرف عليه فماذا أفعل؟ زيادة على أن أبي وأمي يريدان أن أنهي دراستي أولا، وأنا لا أريد أن أرفضه إن كانت فيه كل الشروط التي أتمناها في زوجي، فماذا أفعل؟ من فضلكم انصحوني فأنا محتارة في أمري!
جزاكم الله كل الخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا الرأي الذي اتخذته، وهو الموافقة على هذا الخاطب إن كان مناسباً – إن شاء الله تعالى – هو رأي سديد وموفق تماماً، بل إن هذا الرأي هو الصواب، وذلك لأن أفضل ما تحصلينه ليعينك على تحقيق سعادتك في دينك ودنياك هو الفوز بالرجل الصالح، خاصة في هذا الزمان الذي لا يخفك عليك من حيث انتشار الفساد والبلاء فيه، ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا خطب إليكم من ترضون دنيه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) رواه أبو داود في السنن.
فإذا أمكنك سؤال بعض الأخوات الصالحات عن هذا الخاطب لمعرفة سيرته وخلقه وسلامه دينه، فهذا هو المطلوب، مع العناية باختيار الفتاة الصالحة الناصحة للسؤال عنه، بل إذا احتجت جاز لك مقابلة هذا الشاب في بيت أهلك وبإذن والديك، وبحضور بعض أهلك، لسؤاله عما ترغبين معرفته عنه ولتتثبتي في أمر دينك زواجك به، إن شاء الله تعالى – ولا حرج في هذا ولا منقصة فيه عليك، هذا مع تمهلك في عقد الزواج زمناً ما ليتضح لك الحال أكثر، فإن المعاملة تظهر الخفي من أخلاق الناس، كما لا يخفى.
وأما عن طريق إقناع والديك بالموافقة على هذا الخاطب، فإذا ثبت صلاحه وحسن خلقه، فإن الوضوح معهم هو المطلوب، بحيث تستخدمين أسلوب الإقناع اللطيف الرفيق الهادئ، وتبينين لهم أن الفوز بالرجل الصالح هو المصلحة الأعظم، وأما الدراسة فأمر يمكن تحصيله لاحقاً، ولو بالانتساب كما هو معلوم، وأيضاً فهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تقدم في الحديث الذي ذكرنا أولاً، مضافاً إلى ذلك أن هذا الأمر يتعلق بك أنت خاصة.
ولا ريب أن في تأخر زواجك ضرر عليك، ولذلك اتفق الفقهاء على أن المرأة إذا خطبها الرجل الكفء الصالح، فانه يحرم على وليها منعها من الزواج إذا وافقت عليه، كما قال تعالى : { فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ – أي فلا تمنعوهن – أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ } وهذه الآية تشمل جميع النساء سواء كن مطلقات أو غير مطلقات، فالمقصود هو استخدام الأسلوب الواضح والصريح مع الرفق وضبط النفس في المعاملة.
ونوصيك بالاستخارة، والدعاء، والتضرع لله تعالى، أن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على طاعة الله تعالى، ونسأل الله لك ذلك، وأن يوفقكم جميعاً لما يحب ويرضى.
وبالله التوفيق والسداد.