السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاماً ولم أتزوج بعد للظروف المادية، ومشكلتي هي أنني كثير التفكير في الأمور الجنسية وخصوصاً في الليل بعدما أقول دعاء النوم وأقرأ بعض آيات من القرآن الكريم، فبمجرد أن أنتهي من القراءة والدعاء يبدأ تفكيري ومخيلتي كأني في وضع مجامعة فتاة أو واحدة من نساء الحي، ويبدأ التفكير والتخيل فقط وهذا ما يثير غريزتي، وأبدأ بالاحتكاك بسريري حتى تقع الجنابة، وأقسم بأن هذا لا يحدث دائماً، مع العلم بأني لا أقوم بالفاحشة (الزنا).
هل ما أقوم به له تأثير على كل ما قدمته من أجل إرضاء الله في حياتي من صيام و صلاة?
وهل مجرد التفكير في هذا الأمر يعتبر زنا، خصوصاً وأني أستحضر في مخيلتي نساء متزوجات، وأعرف أن الفاحشة مع المحصنة من الكبائر?
أرجو النصيحة، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ (........) حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن التفكير في الأمور المثيرة التي تحرك شهوتك هو أمرٌ يمكنك أن تتحكم فيه، وأن تجعل له مانعاً يمنعه لأن تفكيرك قدرة من قدراتك العقلية، وأنت قادر على التحكم فيه، ولاحظ أن هذا التفكير في أمور الشهوة يقودك إلى أفعال أخرى بحيث تَحتكّ بسريرك حتى يحصل منك الإنزال، وهذا نوع من أنواع العادة السرية لأن معنى العادة السرية هو الاستمناء، أي طلب نزول المني بأي طريقة من الطرق سواء كان ذلك بلمس اليد أو الاحتكاك أو نحو ذلك.
فالمطلوب منك أن تحافظ على هذا الفضل العظيم، وهو ما أنهيت به يومك وليلتك من قراءة القرآن والتسبيح والدعاء وذكر الله تعالى، فبعد ذلك إذا أويت إلى مضجعك فأمسك عن هذه الأفكار ولا تستحضرها في خيالك، فإنك بذلك تعرض نفسك للوقوع في هذه العادة السيئة التي تضرك خاصة وأنك تستحضر في خيالك صورة نساء من أهل الحي تعرفهنَّ، وهذا الفعل حرام لا يجوز، فأي مسلمة تعرفها بعينها حَرُم عليك أن تفكر فيها هذا التفكير، فهل ترضى هذا لأختك أو لأمك أو لابنتك في المستقبل ؟! إذن؛ فلا ترضاه أنت لأختك المسلمة المؤمنة، وأبعد عن نفسك هذا التفكير، وفكر - يا أخي - بهموم أمتك المسلمة التي تعاني من تكالب أعداء الله عليها، وأشغل فكرك بالجنة والنار، وأشغل فكرك بالبحث عن السبيل الذي يقربك إلى الله تعالى، وعليك بطاعة الله فإنها هي زادك، وهي خير ما يعينك على الثبات إلى أن ييسر الله لك الزواج، بل إنك لا بد أن تحرص على الزواج حتى تقطع على نفسك التفكير في الحرام وفي أسبابه، فبادر إلى الزواج وامتثل وصية نبيك صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.
وأما عن هذا الفعل الذي وقع منك فهذا لا يبطل أعمالك الصالحة، ولكن عليك أن تحرص على البعد عنه، وأن تكثر من تحصين نفسك بذكر الله وطاعته، وعليك بغض بصرك فإن النظرة سهم من سهام إبليس.
وأيضاً؛ فاستحضار الزنا في الذهن وتَخَيُّل نساءٍ بأعيانهنَّ معروفات لديك هو من اشتهاء الحرام وتصويره في القلب، فهذا قد بينا أنه من المحرمات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما الاستماع، واللسان يزني وزناه الكلام، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما الخطى، والقلب يتمنى ويشتهي، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) متفق عليه.
ولا تخف من عسر الحالة المادية فسيجعل الله لك فرجا ومخرجا، وكن بعيداً عن الحرام بجوارحك وبقلبك أيضاً، والله يتولاك ويحفظك، ونسأل الله لك العفو والعافية والزوجة الصالحة التي تقر عينك، وأن يطهر قلبك، وأن يغفر ذنبك، وأن يحصن فرجك.
وبالله التوفيق.