السؤال
السلام عليكم
أنا شاب أعيش في فرنسا، وكما تعلمون في الدول الأوروبية فإن الفتيات شبه عاريات, لذلك دائما ما أفتن ويراودني الشيطان لفعل الفاحشة، ولكن والحمد لله ما زلت محافظا على ديني، وأخاف أن يأتي اليوم الذي أفقد فيه السيطرة علي نفسي.
نطلب منكم توجيهي وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن أفضل ما تعالج به كيد الشيطان الذي يعمل على إغوائك وإضلالك، هو الاعتصام بالهدى النبوي الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه، فالذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، هو تحصين النفس من الحرام بالزواج الذي يعينك على ذلك إعانة كاملة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) متفق عليه.
فإذا كنت قادراً على الزواج فهذا هو الحل النافع الذي سيعينك على قطع سبيل الشيطان، وسبيل النفس الأمارة بالسوء، ولو أدى ذلك إلى أن تقترض مالاً تستعين به على إتمام غرضك، فإن المسلم الذي يبتغي العفاف لا بد أن يعينه الله تعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم الناكح يريد العفاف) أخرجه ابن ماجة في سننه، وقد قال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم (أي غير المتزوجين) والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} ولذلك قال جماعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم إن هذه الآية دليل على أن الزواج سبب من أسباب الغنى والرزق الكريم.
فعليك بالسعي الجاد في تحصين نفسك، وغض بصرك بحسب الإمكان، وإن أمكنك الخروج إلى أرض هي أقل فتنة، وأقل شيوعاً في الفساد، فهذا هو المطلوب، ولك في ذلك الأجر العظيم والمثوبة، فالمؤمن يضحي لأجل دينه وحفظ نفسه، وقد قال تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
ونوصيك بدوام التضرع إلى الله تعالى وسؤاله الثبات على الدين، ونسأل الله لك العفو والعافية في دينك ودنياك، وأن يحفظك من كل سوء.
وبالله التوفيق والسداد.