**
لا أعلمَ إلى أينَ أخطو
ولايعلمُ قلمي بأيِّ السطور يمضِيِ
والمفاهيمُ في ذاكرتي قد شاختْ
ورائحة الألمُ تحتَ أضنانِ صدري قد فاحتْ
والموتُ قد تكررَ فِيِ عينيِ وماتْ !
والصبرُ رسم وشمهُ الأخير في أنفاسي
لقد بنى بداخلِي
ممالكاً ينهجها الدكتاتور
ومدائناً منْ الهشيش والأسلاك الشائكة
وأدغالٌ واسعة يحكمها النار والحريق
مازلتُ أجهلُ مفهوم بقائيْ إلى الآن !
أهو الصبرُ ترياقُ الألمْ بحق !
أم أنهُ مضخَةَ الوجعْ الهالكة
التي كلما ضخَّتْ بعمق أرض القسوة
أنبتت في داخلي ألامٌ ذات مفهومٍ جديد
وذاتْ ملامحُ شيخٍ يسكن جبينه النور
يزرعُ الإطمئنان في النفس
إنه شيطانٌ رجيمْ يدعى .. ( ألم ) !
لايسعى إلا بتفجير مجملُ خلاياَ البقاء
كيف لي أنْ أجهلني و موضعي جلَّ الوضوحْ
ألا تروا ياصحبي كيف يمشي الطير وهو من الألم مذبوح
قررتُ الرحيلُ
ما بينَ ولهةٍ محترقةَ و مابين أخرى ،
وألا والليلُ أقبل يشعل ظلامهِ الدامسْ
والموسيقى .. أنهكت تعابير الحواس !
والقيثارة ، تأكلهُا دِيدان الذكرياتْ
والمطر مَلَّ إلتصاقهِ بالغيمْ
دون هطولٍ ، وإنجابْ ..!
والضوءْ يُشَمِّرَ تَسليطهِ عن الحقائقْ
والغموضْ إتضَّحتْ رؤية ملامحهِ ..!
والوضوحْ .. يرتَّدِي قناع الزيفْ
والنهارُ أسودٌ .. والليلُ مشرق
والخفافيش تَبصُر .. والبومة تنامْ ..!
والنعامة تُحلِقُ عالياً ، والضجيج سكون
والنبيذُ صحةً ، ورحيق العسل مرض
كلما حاولتُ إعادة برمجة المفاهيمْ حيث كانت
أجدُ ثقباً جديد ، ثقبتهُ أيديِ البَشرْ
وكُلماَ زرعتُ أملاً في أرضِيْ الخصبة
وجدتُ بأعماقها باكتيريا العقم
فتبقى نباتاتُ الأمل عالقةَ بلا نموٍ لاينجبُ منها
سوى الشَوكْ الذي يشرُخَ فكري
ثمة تناقضات بشعة بتنا نعيشها
نتنفس البقاء على هيئة الرضا
ونرتدي القمصانْ الأنيقة الفاخرة
ونحن في لبنا هشيش هشيش
وكأننا غاباتٍ مهجورة يأكلها الحريق .!
ما نحن بفاعلون ياقومْ !
عندما تكون الحياة مقلوبةً رأساً على عقب
تُضْرَب الأنفس بسوط القسوة فيندثر منها الوفاء
تُحْتَضن بدفءٍ ووفاء فَنُحصد منها أزهار الخذلانْ
حتى أني قررت ذات ضياعٍ مفضوح
أن أسير مقلوباً عبر أنامل يداي بجنون
علَّ الحياة ترتكز وتعود بمساراتها !
ولكن لاحياة لمن تنادي
ثمة صباحات لها نطاقاتٍ خاصة بالحديث مع عقلي
تأخذني عبر إتجاهاتٍ شتى !
تحكي عن الألم والحلم والأمل والحياة
تحكي عن الطبيعة والنضوج والكبرياء
و عن بزوغ الشمسْ في جوف الشتاء
تثرثر لي عن إحتواء الألم بالأمل
حتى تتفجر المفاهيم أمام وجهي !
ويبقى سؤالٌ أوحد
أين هو ملجأ الدفء والبقاء !!؟
فيسوط الحزن أرجاء المدينة بضجيج
ويلحُّ على حزني بالبقاء باغراءات الضيافة
حتى عندما ألهي وحدتي بأمنيةٍ فقيرة
على أن أكون يمامةً حرة تحلق بسماء الحلم
ويكون بينها وبين الأنفلونزا والأمل
فيتامين يدعى بي !
لِأبتعدَ عنْ مخالبُ الألم والوجع
فلا أجدُ حيزاً مُناسباً وواسعٌ في تلك السماءْ
ولسوء حظِي يكثر صائدي ذلك النوع من اليمام
فأصبحُ فريسةً لبندقيةَ الوجع ورصاص الألم
وأقفاص الخيباتْ المكللة بالحديد المصدأ
فأجدني عائد أمنِّي وحدتي بعرش الخلود
ويأبى الوجود ذلك ، ليعم بجلنارة الأمل
على أن تتلصص بتلاتها لرئتي المنهكة
التي شاخت في زمن لا للتنفس !
أصبحت وفيا في زمن الردة !
التي استولت عليها الكلاب !
فوجدتني قاسياً في زمن الترف والحنين
فقررت حينها على أن أعود إلى طبيعتي
فبات حليفي الفشل وأصبح الضياع
سيد المواقف !!
وتساقطت المفاهيم من سقف عقلي ..!