السؤال
ماذا أستطيع أن أفعل لأتجنب السقوط في الفواحش والمعاصي؟ في ظل متابعة الدراسة مع فتيات لا يخجلن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن أعظم وصية تعين على تجنب الحرام والوقوع في الفواحش هي الوصية بتقوى الله، كما قال تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن تقوا الله} فهذه وصية للأولين والآخرين، وهي نفسها وصية النبي الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه، حيث يقول: (اتق الله حيثما كنت) أخرجه أبو داود في السنن.
فالعمل بتقوى الله هو النجاة من كل بلاء، وهو النجاة لك من كل إثم ومعصية، فإن الإنسان متى ما كان عاملاً بتقوى الله كان الله معه، وكان نصر الله وحفظه معه، كما قال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
فأخبر تعالى أنه بنفسه مع عباده المتقين، ومن كان الله معه فهل يمكن أن يضيع؟! وهل يمكن أن يكون خاسراً؟!
كلا، فإن من ينصره الله فلا غالب له، كما قال تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
إذا ثبت هذا فإن (التقوى) تحتاج إلى شرح لمعناها، وشرح لأسباب الحصول عليها والحفاظ عليها كذلك، فأما معنى التقوى فهو العمل بطاعة الله بحيث لا تترك واجباً تقدر عليه إلا فعلته، ولا تترك محرماً تقدر على تركه إلا تركته، فهذه هي التقوى: العمل بأمر الله واجتناب ما حرمه الله تعالى.
ومن أسباب تحصيلها والحفاظ عليها:
1- الاستعانة بالله تعالى وسؤاله هذه النعمة (نعمة التقوى) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان من دعائه: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) أخرجه مسلم في صحيحه، وهذا كثير في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، بل وفي دعاء غيره من الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، كما حكى الله جل وعلا من دعاء سليمان قوله : {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} وقال يوسف عليه الصلاة والسلام: {فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين}.
2- البعد عن أسباب الحرام، وتجنب الأماكن التي يكثر فيها الفساد والفتن بقدر الاستطاعة، فإن من أسباب حفظ الدين وحفظ النفس من الفواحش أن تجتنب الأماكن التي تعرضك للحرام، فإذا كنت قادراً أن تكون في مجال يقل فيه الفساد فهذا هو المطلوب، بحيث تجتنب الحرام وتجتنب الوسيلة المؤدية إليه، ويدخل في هذه المعنى البعد عن الاختلاط، بل إن الاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات عنهم هو من المحرمات كما لا يخفى عليك، ويدخل في هذا المعنى أيضاًَ وجوب غض البصر وحفظه عن النظر الحرام، الذي هو الوسيلة الأولى للوقوع في الفواحش والعظائم، عياذاًَ بالله من ذلك.
3- اختيار الصحبة الصالحة، والرفقة التي تعينك على طاعة الله، فحاول أن يكون لك إخوة في الله تخالطهم وتتعاون معهم على السير في طاعة الله، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه صلوات الله وسلامه عليه) ويدخل في هذا المعنى اجتناب رفقة السوء وصحبة الشر، فإنها من أعظم ما يفسد الدين، بل والدنيا أيضاً، ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تصاحب إلا مؤمناً) أخرجه أبو داود في السنن، وثبت عنه أيضاًَ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) أخرجه أبو داود أيضاًَ في السنن.
فعليك بالعناية بهذا الأمر عناية بالغة، ولا تترد في قطع علاقتك مع كل من ترى أن صحبته تضرك في دينك، وقد قال تعالى:{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
4- الاشتغال بالأمور النافعة، ويدخل في هذا السعي في طلب العلم الشرعي النافع وسماع المحاضرات والدروس، والعمل على نشر الدعوة إلى الله بالأساليب الممكنة، بل ويدخل في هذا أيضاً الاشتغال بكل ما ينفعك في الدين والدينا، فحاول أن تشغل نفسك بالحق لئلا تشتغل بالباطل، وحاول أن يكون وقتك عامراً بذكر الله وخالياً من الغفلة عنه.
5- مواصلة استشارة أهل العلم والتواصل معهم سواء باللقاء أو الكتابة للمواقع الإسلامية النافعة، والشبكة الإسلامية يسرها جداً مواصلتك معها لتعينك وتقدم لك ما تحتاجه من النصح والمشورة.
6- العمل الحثيث الجاد على توفير احتياجات الزواج، فلا بد من السعي في تحصين نفسك بالزواج، لأنه من أعظم ما يحصنك من الحرام، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطيع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
ونسأل الله تعالى أن يعينك على حفظ دينك وأن يثبتك على طاعته.